لم يحبط الجلوس على مقاعد البدلاء مطلع ​كأس أوروبا لكرة القدم​ عزيمة المهاجم الإيطالي ​فيديريكو كييزا​: حصر كل غضبه في تسديدة يسارية في مرمى ​النمسا​، عبّدت طريق بلاده إلى ربع النهائي لملاقاة ​بلجيكا​.

بعد 25 سنة من تسجيل والده إنريكو في كأس أوروبا 1996 ضد تشيكيا، ترك الابن بصمة في البطولة عينها حيث يتألق الطليان مع أربعة انتصارات كاملة حتى الآن.

هدف كييزا مهّد لآخر سجله البديل الثاني ماتيو بيسينا، ما يثبت وجهة نظر المدرب روبرتو مانشيني الذي يكرّر مباراة بعد أخرى انه يملك "26 لاعبا أساسيا".

يعلّق كييزا "يعود الفضل للمدرّب الذي يريدنا جاهزين دوما. من دخل الليلة أثبت أنه جاهز لمساعدة الفريق. في بطولة مماثلة، الدخول في أي وقت لا يُعدّ متأخرا".

كان موسما مفصليا في مسيرة كييزا. وصل موهبة فيورنتينا إلى "السيدة العجوز" في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مقابل صفقة بستين مليون يورو، وذلك في قبل ساعات من اقفال باب الانتقالات.

احتاج لأشهر قليلة كي يدخل قلوب "بيانكونيري".

- "البقاء هادئا" -

برغم سقوط يوفنتوس في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا ضد بورتو البرتغالي، أثبتت المواجهة المزدوجة موهبة اللاعب الشاب البالغ 23 عاما.

في مباراتين لم يلمع فيهما نجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، حمل كييزا العبء على كتفيه، مسجلا هدف الابقاء على الآمال ذهابا على أرض بورتو (1-2 في شباط/فبراير)، ثم موقعا على ثنائية إيابا، قبل أن يرضخ يوفنتوس في التمديد بعد خروج اللاعب متأثرا من الشد العضلي (3-2 بعد التمديد).

كما يدين يوفنتوس لكييزا بتتويجه بكأس إيطاليا، في أيار/مايو، بتسجيله هدفا حاسما في الشوط الثاني ضد أتالانتا (2-1).

بعد نسق تصاعدي الموسم المنصرم، كان جلوسه على مقاعد البدلاء في كأس أوروبا بمثابة نصف المفاجأة، إذ فضّل عليه مانشيني على الجناح الأيمن المتألق دومينيكو بيراردي الذي كان حاسما في أوّل مباراتين ضد تركيا (3-صفر) وسويسرا (3-صفر).

حفّز هذا الأمر كييزا، فقد اختير أفضل لاعب في المباراة الثالثة ضد ويلز (1-صفر)، عندما شارك أساسيا وضاعف انطلاقاته السريعة.

دخل برغبة مماثلة السبت الماضي ضد النمسا على ملعب ويمبلي، في مباراة معقدة بالنسبة للأتزوري، إذ شارك في الدقيقة 84 بدلا من بيراردي المتراجع.

لم يرتجف كييزا عندما وصلته كرة الهدف "حاولت أن أبقى هادئا بوجه خاص. في وضع مماثل، قد تميل إلى التسديد على الطائر، نجحت بالترويض والتسديد".

لكنه أسف لعدم تسجيل هدف ثالث لبلاده كان سيخفف حدة الضغوط في الوقت الاضافي، وذلك بعد تقليص النمسا الفارق إلى 1-2.

سجّل والده انريكو 7 أهداف في 22 مباراة مع إيطاليا، فيما يبلغ رصيده راهنا هدفين في 29 مباراة، وفي الموسم الماضي زرع 14 هدفا ليوفنتوس في 43 مباراة.

ومع دخوله لائحة الهدافين الطليان في المسابقة القارية، لا شكّ بأن فيديريكو كييزا سيصعّب مهمة مدربه مانشيني لاختيار التشكيلة الأساسية ضد بلجيكا.