شتان ما بين خروج هولندا والبرتغال من دور الـ16 ل​بطولة أمم أوروبا 2020​، لأن إخفاق المنتخب البرتقالي أمام نظيره التشيكي كان مغايراً لما حدث للمنتخب البرتغالي أمام نظيره البلجيكي، في الوقت الذي خاض المنتخبان دور المجموعات بفرص مختلفة وفوارق كبيرة وكثيرة من حيث المنافسين.

ف​المنتخب الهولندي​ الذي أعطى مؤشرات قوية عن تطلعاته في هذه البطولة من خلال ما قدمه في دور المجموعات، والانتصارات الثلاثة التي حققها على حساب أوكرانيا ومقدونيا الشمالية والنمسا، سقط في أول اختبار في المرحل الإقصائية أمام تشيكيا بهدفين نظيفين، في مواجهة أظهرت ان رجال المدرب ​فرانك دي بوير​ لم يكونوا مستعدين بما فيه الكفاية لتلك البطولة على الرغم من وجود العديد من الاسماء اللامعة بينهم والتي قدمت مستويات كبيرة الموسم الفائت مع فرقها في الدوريات الاوروربية.

أضف الى ذلك ان عامل نقص الخبرة الاوروبية الذي عانى منه المنتخب الهولندي، لم يظهر بشكل واضح خلال دور المجموعات، وظن اللاعبون ان النقاط التسع التي حققوها كانت كافية لتوجيه رسائل "شديدة اللهجة" الى جميع المنافسين، لكن في الواقع كان العمل على الارض مختلفاً عن كل الطموحات المبيّتة، وهو ما بدا واضحا في مباراة تشيكيا، اذ كيف يمكن لمنتخب مرشح للفوز بلقب يورو 2020 ألا يسدد مرة واحدة على مرمى الخصم في مباراة مهمة وتشكل نقطة انطلاق نحو مراحل متقدمة في البطولة؟.

ربما شكّل تقدم ​المنتخب التشيكي​ صدمة لكثير من اللاعبين الهولنديين والذين كانوا يعتقدون انهم قادرون على العودة في اي وقت وتسجيل أكثر من هدف كما حدث في مباريات دور المجموعات، لكن المتابع لكل مباريات المنتخب الهولندي منذ تولي فرانك دي بوير لمهمته خلفا ل​رونالد كومان​ المنتقل الى برشلونة، يدرك ان منتخب هولندا كان منتخباً "هشاً" لديه الكثير من الثغرات، ويفتقر الى الاعداد النفسي المطلوب قبل اي بطولة قوية من هذا النوع.

في المقابل، لا يمكن ادراج خروج المنتخب البرتغالي في الخانة عينها، لان رفاق كريستيانو رونالدو خاضوا البطولة بطريقة مختلفة وعانوا من صعوبات كثيرة لعل أهمها وجودهم في مجموعة واحدة مع فرنسا والمانيا آخر بطلتين لكأس العالم. ومع ذلك تمكنوا من انتزاع بطاقة التأهل، لكنهم دفعوا ثمن حلولهم كأفضل ثالث وهو ما وضعهم بمواجهة منتخب بلجيكا في ثمن النهائي، احد المرشحين لإحراز مركز متقدم في يورو 2020 وربما الفوز باللقب.

ومع ذلك، فإن المنتخب البرتغالي حامل اللقب لم يكن سيئاً في تلك المباراة، وهو ودع البطولة بفضل تسديدة واحدة من خصمه على المرمى لكنها لسوء الحظ دخلت الشباك وكانت كفيلة بإخراج البرتغاليين من البطولة على الرغم من المجهود الكبير الذي بذلوه في الشوط الثاني من المباراة، فهم قدموا كل شيئ باستثناء هز الشباك، لذلك كان الخروج من هذا الدور مشرفاً بكل المقاييس.

يبقى القول ان الفارق كبير بين خروج منتخب لم يسدد ولا مرة بشكل مباشر على مرمى الخصم، وبين منتخب آخر دفع ثمن تسديدة جميلة ادت الى خروجه، فيما ذهبت كل تسديداته ادراج الرياح، لكن في النهاية فإن الخروج من المرحلة الاقصائية وفي هذا الوقت المبكر لمنتخبين كبيرين يبقى مُراً مهما اختلفت الظروف وتعددت الاسباب.