بغض النظر عن أي مستوى فني قدمه ​المنتخب اللبناني​ في الآونة الاخيرة، ومن دون التوقف عند الظروف التي سمحت بتأهل منتخب الأرز الى التصفيات النهائية المؤهلة الى ​كأس العالم 2022​ ونهائيات ​كأس آسيا 2023​، الا ان الخطوة الجيدة تبقى في النقلة النوعية والثمار الإيجابية التي سيجنيها اللاعبون من خلال وصولهم الى تلك المراحل المتقدمة على الصعيد الكروي.

وفي هذا السياق ايضاً، يمكن وضع تأهل لبنان الى نهائيات ​كأس العرب​ في الدوحة والتي ستقام خلال شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، كخطوة أولية من أجل الاستعداد لتلك المرحلة المهمة في تاريخ كرة القدم اللبنانية بغض النظر عما ينتظر لاعبينا من مواجهات قوية وأمام منتخبات لها باع طويل في البطولات الاقليمية والدولية، وتملك العديد من اللاعبين المعروفين في القارة الآسيوية وفي عدد من الدوريات الأوروبية الكبيرة، وتطمح لانتزاع بطاقات التأهل لمونديال قطر، إلا ان الاحتكاك المتواصل بمنتخبات من هذا المستوى لا بد وان يؤدي لتحقيق الهدف المنشود خلال السنوات المقبلة.

لذلك، فإن إقامة كأس العرب في هذا التوقيت، يعتبر بمثابة ضربة معلم ليس للمنتخب اللبناني فحسب، إنما لكل المنتخبات العربية الساعية للتواجد في كأس العالم 2022، ومنها منتخبات السعودية والعراق ومصر وتونس والجزائر والمغرب، مع العلم ان قرعة دور المجموعات لبطولة كأس العرب أسفرت عن الكثير من المواجهات القوية، والتي ستكون مفيدة من دون أدنى شك لكل المنتخبات العربية المشاركة في تصفيات كأس العالم سواء في آسيا أو افريقيا.

ربما لن تكون المنتخبات المشاركة في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم قادرة على خوض مباريات قوية أمام منتخبات كبيرة خلال فترة الاستعداد، لكن منافسات كأس العرب ستؤمن حتماً هذا الهدف عطفاً على قوة المواجهات التي ستشهدها البطولة، والتي ستكون محطة في غاية الاهمية لتلك المنتخبات قبل انطلاق التصفيات.

من المؤكد ان هذا الحدث الذي يسبق انطلاق المونديال بنحو عام، سينعكس بشكل ايجابي على كل المنتخبات العربية، ليس على الصعيد الفني فحسب، انما التنظيمي واللوجستي والطبي لكون المنظمين لبطولة كأس العرب سيتبعون المعايير عينها في تلك البطولة والتي ستطبق في فاعليات نهائيات كأس العالم، مع العلم ان الدولة المضيفة لكأس العرب هي نفسها التي ستستضيف المونديال بتوقيته الجديد والذي يصادف انه في اشهر نفسه الذي سيشهد العرس الكروي العالمي العام 2022.

يبقى القول ان مشاركة المنتخب اللبناني في بطولة كأس العرب المقبلة كما باقي المنتخبات العربية، سيعطي فكرة أولية عن الاستعدادات العربية من أجل خوض تصفيات المونديال، وعليه يمكن اعتبارها نقطة انطلاق نحو تحقيق الآمال والتطلعات في عام 2022، مع الامل بأن تكون البطولة فال خير على كل المنتخبات العربية خلال التصفيات، وتسمح بمتابعة رقم قياسي من المشاركين العرب في المونديال الأول الذي سيقام على أرض عربية.