من الواضح ان بطولة ​كوبا أميركا​ المقامة في البرازيل هي أشبه ببطولة "الوقت الضائع" خاصة بعد كل التجاذبات التي حصلت من أجل تثبيت موعدها وتحديد مكان إقامتها، والمستوى الفني الضعيف الذي ظهرت به حتى الآن، باستثناء المنتخب المضيف الذي يبدو انه في طريقه للاحتفاظ بلقبه عطفاً على الاداء الذي قدمه في اول مباراتين أمام فنزويلا والبيرو، ولكون لاعبيه هم الأكثر استعداداً لتلك البطولة.

الكثير من المعطيات الفنية التي قدمتها المباريات السابقة أظهرت بما لايدع للشك مجالاً عدم استعداد الكثير من المنتخبات لبطولة كوبا اميركا، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على المستوى الفني بحيث عجزت كل المنتخبات باستثناء البرازيل عن تحقيق انتصارين متتاليين، بمن فيهم ​المنتخب الارجنتيني​ بقيادة أفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي.

لكن اللافت ان ​المنتخب البرازيلي​ ولاعبيه والذين شكلوا رأس حربة بمواجهة قرار اقامة البطولة بشكل عام وفي بلادهم بشكل خاص، أظهروا نهماً واضحاً في مباراتي فنزويلا والبيرو من أجل الفوز والمضي قدماً نحو تحقيق اللقب، ولذلك فإن منتخب السامبا هو الأفضل هجوماً ودفاعاً حتى الآن بانتظار انتهاء مباريات دور المجموعات، كما ان أحداً لا يمكن أن يغفل الدور الكبير الذي يلعبه نجم البرازيل وباريس سان جيرمان نيمار وسعيه لكسر الكثير من الارقام في هذه البطولة والتي بدأها بكسر رقم الظاهرة رونالدو من حيث عدد الأهداف الدولية.

أضف الى ذلك ان المدرب تيتي الذي نجح في اجراء مداورة في مباراتي فنزويلا والبيرو، يملك الكثير من الاسماء الرنانة والتي ابدعت هذا مع الموسم مع الاندية الكبيرة في اوروبا، وهو الأمر الذي سيمنح المنتخب البرازيلي غالبية الترشيحات للتتويج بلقب بطولة كوبا اميركا للمرة العاشرة.

في المقابل لم يقنع المنتخب الارجنتيني حتى الآن في مباراتيه أمام تشيلي وأوروغواي على الرغم من تواجد ليونيل ميسي الذي بدا كالعادة مغرداً خارج السرب بخلاف بقية اللاعبين الأرجنتينيين، وهي اشكالية لم يتمكن نجم برشلونة من التخلص منها حتى الآن، وبالتالي فإن المعاناة ستتواصل مع منتخب التانغو، والذي لا يزال يبحث عن لقبه الأول منذ 28 عاماً حين توج بلقب كوبا اميركا عام 1993.

من أجل ذلك فإن البطولة الحالية تشكل هدفاً رئيسياً لميسي وللجماهير الارجنتينية لكن المؤشرات لا تبشر بالخير حتى الآن على الرغم من الفوز الذي حققه منتخب التانغو على حساب نظيره الاوروغوياني، إلا ان الأزرق لم يكن مقنعاً ولم يظهر ثوب البطل كما غريمه التقليدي المنتخب البرازيلي.

يبقى القول ان الصورة الكاملة لكوبا اميركا ستتضح عقب نهاية دور المجموعات ومع انطلاق مرحلة الاقصائيات، لكن في المحصلة تبقى البرازيل هي المرشحة الأولى للفوز باللقب على أرضها ما لم يقرر المنافسون الآخرون العكس!.