خسر ​منتخب لبنان​ لكرة القدم 2-1 أمام نظيره الكوري الجنوبي ضمن ختام التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى ​كأس آسيا 2023​ و​كأس العالم 2022​، على الرغم من الاداء المشرف الذي قدمه امام المارد الآسيوي، والذي كاد ان يحرج الكوريين على ارضهم.

كان واضحاً ان لبنان بدأ المباراة بعقلية المستميت لتحقيق نتيجة ايجابية، كونه لم يعد لديه ما يخسره، وطبّق خطة المدرب جمال طه 4-5-1، حيث أغلق المساحات معتمدا على الكثافة العددية في الخلف، مقابل تحرك الماكينة الكورية ضمن اسلوب المدرب باولو بينتو بخطة 4-2-3-1 والاعتماد بشكل كبير على الظهيرين ومحاولة إيجاد الثغرات. منتخب لبنان سعى إلى التحرك الحذر والإعتماد على الكرات الخاطفة، وهذا ما ساعده على تسجيل الهدف الأول عبر ​سوني سعد​ عند الدقيقة 12، ثم عمد الى محاولة تصعيب المهمة قدر الامكان امام الكوريين الذين انتفضوا لادراك التعادل السريع،فكثفوا النشاط في طرفي الملعب خاصة عبر الجهة اليسرى مع سون مع مساندة من الظهير الذي تقدم للأمام، وسط تراجع لبناني كبير. واستطاع المدافع ​ماهر صبرا​ انقاذ المرمى اللبناني من هدف محقق عند الدقيقة 26، فيما استمر الكوريون بعملهم الضاغط علهم يستفيدون من خطأ دفاعي قاتل، لكن الاستبسال اللبناني كان كفيلا باحباط كل الهجمات والخطط الكورية لينتهي الشوط الاول بإحراج لبنان لكوريا.

الشوط الثاني:

بدأت كوريا الجنوبية الشوط الثاني بالطريقة نفسها التي تركت فيها الشوط الاول، مع دخول تاي هي نام مكان لي في خط وسط الملعب ولكن هذه المرة، اثمرت جهودهم بعد 6 دقائق فقط عبر اللاعب ماهر صبرا الذي ارتطمت به الكرة لتدخل الشباك، وتتعادل الارقام. حاول اللبنانيون القيام بتحرك اكبر انما مع الابقاء على الحذر والعديد الدفاعي الكافي منعاً لاي مفاجأة من الكوريين الذين يعتمدون على سرعتهم، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بفعل تقارب الخطوط الكورية. واستمرت كوريا الجنوبية في مسعاها المتواصل لكسب هدف جديد يؤمن لها الفوز، وابتسم لها الحظ عند الدقيقة 66 بحصولها على ركلة جزاء بعد لمسة يد على اللاعب جوان العمري، فسجّلها سون في المرمى وتقدمت كوريا. أمام هذا الواقع، حاول طه التدخل فدفع ب​حسين زين​ مكان سوني سعد في الجهة اليسرى ثم بمحمد الدهيني مكان نادر مطر المصاب وب​ربيع عطايا​ مكان ​محمد حيدر​، لكن الأمور كانت صعبة للغاية وسط تراجع بدني واضح للمنتخب اللبناني الذي عجز عن الصعود بكرة منظمة، فيما هدأ ايقاع الكوريين الذين اطمأنوا الى النتيجة والنقاط الثلاث، وابعدوا كأس الاحراج المر عنهم.

ملاحظات عامة:

- كان هدف لبنان في اللقاء التنظيم الدفاعي من أجل الخروج بنقطة، لكنه حصل على سيناريو مثالي بعد التقدم بهدف عند الربع الساعة الأولى، لكن الأمور لم تكتمل على خير، إذ كان من الصعوبة الصمود في ظل الإمكانات الهجومية الكبيرة والتنظيم العالي لمنتخب كوريا الجنوبية.

-بلغت نسبة إستحواذ لبنان على الكرة 18 % فقط، ففي الشوط الأول كانت 14 % ثم ازدادت في الشوط الثاني إلى 21 % وهذا إن دل على شيء، فعلى عدم قدرة المنتخب على تقديم أي شيء سوى الدفاع والتكتل في الخلف، وهي سياسةخطيرة، انما ضرورية في ظل فارق الإمكانات مع كوريا الجنوبية، وتراجع اللياقة البدنية للاعبين اللبنانيين الذين خاضوا 3 مباريات على مدى 8 ايام.