يمكن إعتبار بطولة ​أمم أوروبا 2020​ والتي تنطلق اليوم بعد تأجيلها من العام الماضي بسبب جائحة كورونا، بمثابة بطولة التحديات بعدما عرفت كرة القدم أياماً صعبة لم تكن في الحسبان، وأدت الى "فوضى" واضحة عاش معها عشاق الكرة المستديرة كابوساً حقيقياً فيما تكبد عالم كرة القدم من اتحادات وأندية وغيرهم خسائر مالية باهظة خلطت كرة الأوراق.

لذلك فإن عودة إقامة يورو 2020 وإن في موعد مختلف هو بمثابة التحدي للمسؤولين في ​الاتحاد الأوروبي لكرة القدم​ لكونها أول بطولة رسمية للمنتخبات في العالم تعاود نشاطها بعد كارثة كورونا، لكنها ستقام هذه المرة وفق اجراءات استثنائية وبروتوكولات صحية معقدة دون المس بما يسمى "ملح" كرة القدم أي الحضور الجماهيري في المدرجات، حيث ستتواجد الجماهير بنسب محتلفة في المدن التي ستستضيف مباريات البطولة.

ربما يقع التحدي الأكبر على الإتحاد الأوروبي لكرة القدم، هذا التحدي في انجاح البطولة سيكون الهدف الأبرز بالنسبة لمسؤوليه وعلى رأسهم رئيس الاتحاد ​الكسندر شيفيرين​ بعد عاصفة التشكيك بدوره وعدالة توزيع العائدات المالية على الأندية الكبيرة وما رافقها من طرح فكرة ​السوبرليغ​ قبل رجوع تلك الأندية عن الفكرة بسبب التهديدات الكثيرة التي وجهت لها من هنا وهناك.

يدرك الاتحاد الأوروبي لكرة القدم انه معني أكثر من غيره بنجاح أمم اوروبا 2020 من جميع النواحي سواء التنظيمية حيث تقام البطولة للمرة الأولى في 11 مدينة، ثم الاجراءات الصحية قبل وخلال انطلاق المباريات، واخيراً وهو الأهم الظهور بمظهر "الأب الروحي" للجميع وهو أمر كان عرضة للانتقاد في الآونة الأخيرة قبل أن تخمد عاصفة السوبرليغ.

صحيح ان فكرة السوبرليغ منفصلة تماماً عن بطولة أمم أوروبا للمنتخبات، الا ان الاتحاد الأوروبي لم يستطع حتى الآن تضميد كل الجراح التي تسببت بها تلك الفكرة، لذلك ستكون البطولة الحالية فرصة للظهور مجدداً بمظهر "القوي" مدعوماً بمساندة دولية من الاتحاد الدولي لكرة القدم المعجب جداً بتجربة اقامة البطولة في أكثر من مدينة وهو اختبار سيكون تحت المجهر من دون ادنى شك.

على الصعيد الفني يمكن التنبؤ بأن تلك البطولة، ستكون واحدة من أفضل النسخ في تاريخ أمم أوروبا، إذ لا ينقصها حضور النجوم او المنتخبات القوية الطامحة للتتويج، ولا حتى المستويات الفنية لكثير منها وهو ما ابرزته المباريات الودية التي سبقت الاعداد لأمم اوروبا، وعليه فإن النسخة الحالية تحمل ايضا الكثير من التحديات بالنسبة لمدربي ونجوم المنتخبات الكبيرة لكونها ستكون مؤشراً واضحاً لما ستكون عليه الامور في مونديال قطر 2022 بعد عام ونصف تقريباً.

اذا هي بطولة التحديات داخل وخارج الملعب، لكن يبقى الأهم ان تعبر البطولة بر الأمان دون اي مشاكل صحية متعلقة بكورونا، حفاظا على مبداً تكافؤ الفرص بين جميع المنتخبات المشاركة وحرصاً على نجاح تلك التجربة الجديدة في تاريخ اقامة البطولات المجمعة في اكثر من مدينة.