حلّ شهر حزيران ضيفا ثقيلا على كرة القدم اللبنانية هذا العام، برحيل المدرب المخضرم ​عدنان الشرقي​، أكبر وأعظم المدربين الذين مرّوا في تاريخ لبنان، عن عمر 80 عامًا، بعد صراع مع المرض.

الشّرقي تخرّج على يده الكثير من النجوم في لبنان، وتحديدا نجوم نادي ​الأنصار​، الذين بسطوا سيطرتهم على الألقاب المحلية في لبنان، حيث استطاع الأنصار ان يدخل خطاب غينيس للأرقام القياسيّة، باعتباره أكثر فريق حقق لقب الدوري مرّات متتاليّة (11 مرّة) بين عامي 1988 و1999. كما قاد الشرقي الجهاز الفني ل​منتخب لبنان​ خلال ثلاث فترات، الأولى (بين 1974 و1976)، والثانية (بين 1987 و1993)، أما الثالثة والأخيرة فكانت (بين سنتي 2006 و2008).

قائد منتخب لبنان السّابق ​حسن أيوب​ كان من أبرز اللاعبين الذين تألقوا تحت قيادة الشّرقي مع المنتخب الوطني، وفي حوار مع صحيفة "السبورت" الالكترونيّة، أكّد أن رحيله خسارة كبيرة لا تُعوّض للكرة اللبنانية.

وقال أيوب: "لا شكّ أن رحيل عدنان الشّرقي خسارة كبيرة للبنان، عدنان الشّرقي هو الانسان الطّيب والمُحترم وصاحب الأخلاق الرفيعة قبل أن يكون مدرّبا، من يعرفه عن قرب يُدرك ذلك، ويعلم أنه قيمة انسانية وثقافية ورياضية".

وتابع أيوب: "منذ أن كنت لاعبا في صفوف نادي الصّفاء كانت تربطني علاقة متينة بعدنان الشرقي، وصولا إلى منتخب لبنان للشباب ومنتخب لبنان للرجال، وكان دائما ما يثق بقدراتي، وحصلت على شارة قيادة المنتخب الوطني معه، ووكّلني مهمّة تسديد ركلات الجزاء، كثيرة هي الذكريات معه عندما كنت لاعبا، لا سيما تصفيات كأس العالم 1994 وتصفيات كأس آسيا 1993".

وأكمل أيّوب: "استمرت علاقة الصداقة مع المدرب عدنان الشرقي لحين اعتزالي كرة القدم ودخولي في عالم التدريب والتّحليل، ولعلّ أجمل الذكريات القريبة جدا هي الفترة التي قضيتها معه في قطر، لتحليل مباريات كأس أمم آسيا 2019 على قناة الكأس، حيث قضينا سويا فترة 30 يوما في نفس الفندق، وعشنا لحظات لا تُنسى، كما قمنا بزيارة إلى ملعب الريان الذي سيستضيف مباريات كأس العالم 2022".

ولفت أيّوب إلى أن الشرقي بقي مرجعا وأستاذا لجميع المحلّلين والمدربين خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن الرّاحل كان يتمتّع بهيبة وشخصيّة فريدة من نوعها، ومن الصعب جدا أن تجدها في أي مدرب آخر.

وختم ايوب: "عدنان الشرقي هو التاريخ الناصع في كرة القدم اللبنانية، مهما تحدثنا عنه لن نوفيه حقه، الحزن كبير على رحيله وخسارته لا تُعوّض، رحمه الله، وسيبقى اسمه خالدا في تاريخ لبنان".