اختصرت لقطة بكاء النجم لويس سواريز عقب قيادته فريق ​أتلتيكو مدريد​ للتتويج بلقب ​الدوري الإسباني​، الكثير من المشهد في ختام موسم مثير في الليغا لم تُعرف فيه هوية البطل الا مع صافرة نهاية الجولة الأخيرة، لكن شتان بين الدموع التي ذرفها عقب التتويج وتلك التي انهمرت في أعقاب الرحيل "المهين" عن برشلونة بشكل لا يليق بتاريخه الكبير مع البلوغرانا كثاني هداف تاريخي للفريق بعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

النجم الأوروغوياني الذي حمل الهاتف وهو يجهش بالبكاء ربما أراد الرد بنفس الطريقة على قرار الاستغناء عنه بداية الموسم الحالي عبر مكالمة هاتفية مع ​رونالد كومان​ مدرب برشلونة، وكأنه يقول ان تلك المكالمة جلبت الندم لعشاق الفريق الكاتالوني، والدليل ان لويس سواريز حقق بطولة الدوري الاسباني في عامه الأول مع الفريق الجديد والخامس له خلال سبع سنوات، في حين ان برشلونة حل ثالثاً بعد موسم مخيّب للغاية في الليغا.

وعلى الرغم من حلاوة التتويح بلقب الدوري مع أتلتيكو، إلا ان لويس سواريز على ما يبدو لا يزال يشعر بالإهانة من طريقة معاملته وخروجه من برشلونة بعد سنوات حافلة من الإنجازات، قاد خلالها البارشا للفوز بـ13 لقباً منها 4 ألقاب في الليغا وكأس الملك، ولقبان في كأس السوبر الإسباني، إضافة إلى لقب دوري الأبطال والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية عام 2015.

يمكن القول ان معاملة لويس سواريز كـ"منبوذ" في برشلونة على الرغم من كل ما حققه خلال ستة مواسم، ستدفع بادارة وجماهير ومدرب الفريق الكاتالوني لعضّ أصابع الندم، خاصة وان أهداف اللاعب الأوروغوياني الـ21 مع أتلتيكو مدريد هذا الموسم ومساهمته في حسم 7 مباريات للفريق العاصمي، كانت ستغيّر الوضع لو أضيفت الى أهداف ليونيل ميسي الـ30 مع برشلونة.

أثبت لويس سواريز بالأرقام والنتائج انه كان ضحية قرار خاطئ ومتهور من جانب مدرب برشلونة رونالد كومان ومن خلفة الرئيس السابق بارتوميو، كما اثبت من خلال التتويج بلقب الدوري الاسباني مع أتلتيكو مدريد ان تفضيل الفرنسي انطوان غريزمان عليه لم يكن صائباً على الإطلاق، لأن "البيستوليرو" سجل 21 هدفاً هذا الموسم مقابل 13 للفرنسي مع برشلونة.

ومما لا شك فيه ان قيام أتلتيكو مدريد بضم لويس سواريز بداية الموسم كان بمثابة "ضربة معلم" للمدرب ​دييغو سيميوني​ والذي استطاع إعادة الثقة "المعنوية" لمهاجمه وهو ما اثمر عن أهداف حاسمة في مباريات كثيرة قادت الفريق للفوز بالدوري الاسباني للمرة الحادية عشرة في تاريخه.

من الواضح ان اتلتيكو مدريد جنى وسيجني ثمار هذا التعاقد خلال السنوات المقبلة، في حين يتعين على برشلونة تجرّع الحسرة على هذا التفريط الغريب لمهاجم هداف يملك حساً تهديفياً كان بأمس الحاجة اليه هذا الموسم في ظل الأوضاع التي عانى منها الفريق الكاتالوني والذي اكتفى بالفوز بكأس اسبانيا فيما فقد فرصة الفوز بالدوري للعام الثاني على التوالي حيث كانت آخر مرة يغيب فيها عن منصة التتويج في الدوري لعامين متتاليين موسمي 2006/2007 و2007/2008.