حقق أتلتيكو مدريد لقب الدوري الإسباني لكرة القدم بعدما فاز على ريال بلد الوليد في آخر جولة هذا الموسم من الدوري الإسباني لكرة القدم. الابرز في المباراة كان تعطش اتلتيكو للفوز كي يضمن اللقب بغض النظر عن النتيجة التي سيحققها غريمه ريال مدريد امام فياريال، ورغبة بلد الوليد في الفوز لتجنب السقوط الى الدرجة الثانية.

من هنا، عمد مدرب اتلتيكو ​دييغو سيميوني​الى تغيير استراتيجيته والاعتماد على خطة4-3-3، فيما لجأ مدرب بلد الوليد سيرجيو الى الرسم التكتيكي 4-4-2. وسعى الاتلتي باكراً الى فرض سيطرته والضغط هجومياً لافتتاح التسجيلواراحة اعصاب لاعبيه، واجبر بالتالي بلد الوليد على التراجع والاكتفاء بالاعتماد على الهجمات المرتدة التي ابتسمت لهفي الدقيقة 18 مع نجاح بلانكو في خطف الهدف الأول في المباراة من هجمة مرتدة سريعة ومنظمة. امام هذا السيناريو، لم يكن امام اتلتيكو سوى الهجوم كي يعود الى اجواء المباراة، فيما حاول بلد الوليد تحصين هذه النتيجة وافشال محاولات خصمه التحرك في طرفي الملعب مع تقدم الأظهرة للامام ودخول أجنحة الفريق أكثر للعمق، دون القدرة على انهاء الهجمات بنجاح لينتهي الشوط الاول بخيبة اتلتيكو.

الشوط الثاني:

وكما كان متوقعا بدأ الشوط الثاني برغبة جامحة لدى "الروخوبلانكو"في تعديل النتيجة، وبعد اكثر من 10 دقائق نجح اللاعب كوريا في تعديل النتيجة بعد تسديدة بعيدة المدى. مع عودة الامور الى نقطة البداية، حاول مدرب بلد الوليد تحريك الاوضاع واجرى ثلاث تبديلات مع إخراج كل من سوسا، توني وروكا وإدخال غوارديولا، جوتا وهيريرو من أجل تفعيل العمل الهجومي، فيما اخرج سيميونيهيرموزو ونيغيز وأدخل لودي وفيليكس في سعي لتنشيط الخط الأمامي. وتحسن اداء بلد الوليد وكاد ان يسجل هدفاً ثانياً، لكن اتلتيكو اعاد تنظيم خطوطه الدفاعية، وانتظر فرصة استغلال المساحات الخلفية التي تركها بلد الوليد كي يقتنص هدفاً ثانياً عبر لاعبه المميزلويس سواريز الذي لم يخيّب الآمال وادخل الكرة الشباك في الدقيقة 67. الدقائق الأخيرة من عمر المباراة شهدت استحواذ ريال بلد الوليد على الكرة مقابل تراجع اتلتيكو للخلف من أجل الحفاظ على النتيجة، لكن خبرة لاعبي الاتلتي لعبت دورها وابقت النتيجة على حالها لتسود الدموع في الملعب، دموع الفرح للاعبي اتلتيكو ودموع الحزن للاعبي بلد الوليد.

ملاحظات عامة:

لطالما اعتمدسيموني على الرسم التكتيكي 4-4-2 وتم انتقاده كثيراً لافتقادهالجرأة الهجومية، لكنه كاد ان يدفع ثمن تغيير هذه الاستراتيجية في المباراة، بسبب ارتباك الفريق بعض الشيء في الشوط الاول،فيما تحسنت الامور نسبياً في الشوط الثاني مع النزعة الدفاعية المعروفة، والاعتماد على سواريز الذي كان على الموعد مجدداً.

لم يعرف بلد الوليد المحافظة على "الهدية" التي حصل عليها في الشوط الاول بتقدمه بهدف،ولوحظ ان اللاعبين عانوا من عدم تمتعهم باللياقة البدنية الكافية للاستمرار على النمط نفسه طوال المباراة، كما انه مع اقتراب نهاية المباراة ساد التوتر وهو امر طبيعي نظراً الى قلة خبرة اللاعبين في مثل هذه الاوقات الدقيقة.