يمكن اعتبار عودة المهاجم ​كريم بنزيما​ إلى صفوف ​المنتخب الفرنسي​ بعد غياب نحو ستة أعوام، بمثابة انتصار للحق على ما اعتبره كثيرون ظُلماً بحق نجم ​ريال مدريد​،الذي استبعد بقرار من المدرب ديدييه ديشان قبل نهاية عام 2015، بسبب اتهامه بالتواطؤ بمحاولة ابتزاز زميله السابق في المنتخب ماتيو فالبوينا عبر شريط جنسي تم تسريبه للأخير.

لم يعُد بنزيما الى منتخب الديوك بعفو خاص أو تدخل اداري، خاصة وان مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان لطالما رفض كل الوساطات حتى لمجرد البحث في تلك العودة متسلحاً بفوز منتخب بلاده بكأس العالم 2018 في ظل غياب نجم ريال مدريد، لذلك فإن التساؤلات لم تتوقف عن السبب الذي ساهم بتغيير رأي ديشان قبل خوض المنتخب الفرنسي نهائيات أمم أوروبا الشهر المقبل.

اليوم يعود كريم بنزيما الى صفوف بطل كأس العالم مرفوع الرأس حاصداً تأييداً مطلقاً ابتداءً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ومروراً بجميع المعنيين بالكرة الفرنسية، يعود بعدما أثبت منذ استبعاده وخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة انه واحداً من أفضل المهاجمين ليس في فرنسا فحسب، إنما في العالم، ويكفي القول ان مهاجم ريال مدريد حقق 11 لقباً محلياً وأوروبياً وعالمياً خلال السنوات الست الماضية، وهو انجاز لم يحققه أي لاعب فرنسي حالي مع نادية خلال تلك الفترة.

من هنا يمكن القول ان بنزيما فرض عودته على الجميع ووضع على "الطاولة" انجازاته وأهدافه التي تعدت الـ150 خلال السنوات الست الأخيرة في جميع المسابقات، تاركاً كل مسؤولي الكرة الفرنسية والمدرب ديدييه ديشان يعيدون حساباتهم ويُرغمون على اتخاذ قرار برفع "الظلم" عن ابن الثالثة والثلاثين، وهو قرار وان كان متأخراً إلا انه جاء في الاتجاه الصحيح دون أدنى شك.

ومع كل ما قدمه ويقدمه كريم بنزيما مع ريال مدريد في الآونة الأخيرة، فإن عودته الى صفوف المنتخب الفرنسي ستشكل دفعة كبيرة للديوك في منافسات كأس أمم أوروبا على الرغم من ان المنتخب الفرنسي يزخر بوجود لاعبين من الطراز الرفيع في جميع المراكز، إلا ان وجود بنزيما كفيل بمنح "الأزرق" فرصة لجمع اللقب الأوروبي مع العالمي وتعويض خسارة نهائي النسخة الماضية أمام نظيره البرتغالي.

ومما لا شك فيه فإن الترحيب الواسع بعودة كريما بنزيما الى صفوف المنتخب الفرنسي، أظهر للكثيرين الرغبة الواضحة برؤية ابداعات نجم ريال مدريد على المستوى الدولي، وهو أمر لم يكن ليتحقق لو لم يثبت اللاعب نفسه أحقيته بهذه العودة من خلال مستوى مبهر وواضح للمشككين قبل الداعمين.

مشاركة كريم بنزيما في ​بطولة أمم أوروبا​ ستكون الحدث الأبرز للبطولة المؤجلة من العام الماضي بسبب جائحة كورونا، وكأن قدر بنزيما أو "الحكومة" كما يُطلق عليه في الوطن العربي ان يستفيد من هذا التأجيل من أجل عودة مدوية الى صفوف منتخب الديوك ستكون بلا شك مفيدة وثمينة للأزرق.