ربما يخرج زين الدين زيدان من سانتياغو برنابيو الاسبوع المقبل متوّجاً بلقب ​الدوري الاسباني​ في حال تعثر أتلتيكو مدريد في مباراته الأخيرة، كما يمكن لمدرب ​ريال مدريد​ أن يودّع لاعبيه ويخرج بخفي حنين بعد موسم صعب عانى خلاله الفريق الملكي من مسلسل طويل من الاصابات تسبب بخروجه من نصف نهائي ​دوري أبطال أوروبا​ وفقدانه الكثير من الفرص لانتزاع صدارة الليغا من جاره المدريدي.

اتخذ المدرب الفرنسي قراره على ما يبدو وقرر الرحيل عن ريال مدريد بعد فترتين حقق خلالهما 11 لقباً محلياً وخارجياً، لكن التفاوت في النتائج والألقاب بين تلك الفترتين كان واضحاً للغاية، وبدا ان زين الدين زيدان لم يعد قادراً على اضافة الجديد للميرينغي مع غياب الخيارات الرابحة لديه بالمقارنة مع الفترة الاولى، ولعل أهمها رحيل ​كريستيانو رونالدو​ الى يوفنتوس، وتراجع مستوى "الحرس القديم" الذي كان عاملاً حاسماً في نجاحه خلال تجربته الأولى في سانتياغو برنابيو.

لكن يُحسب لزيدان انه قدم لاعبين جدد لريال مدريد قادرين على فرض وجودهم على التشكيلة الاساسية خلال السنوات المقبلة ومنهم فالفيردي، ​اودريوزولا​، غوتيريز، رودريغو وغيرهم، كما قام بالاعتماد على اللاعبين القادمين خلال فترة الانتقالات وأثبتوا جدارتهم وتحديداً ميليتاو وميندي، أضف الى ذلك انه زرع روح المنافسة بين جميع اللاعبين داخل وخارج الملعب وهو امر لم يكن موجوداً في الفريق الملكي.

من الواضح ان ريال مدريد مُقبل على مرحلة جديدة عقب مباراة فياريال يوم الأحد المقبل، لكن تلك المرحلة دونها الكثير من الصعوبات بغض النظر عن المدرب الجديد للفريق الأبيض وذلك بسبب الأوضاع الفنية في الفريق والحاجة الى ما يشبه "الإنتفاضة" في جميع المراكز باستثناء حراسة المرمى، مما يعني ان زيدان سيترك لخلفه "قنبلة" ستحتاج للكثير من الجهد من أجل تفكيكها.

إلا ان مشكلة ريال مدريد لمرحلة ما بعد زيدان لن تقتصر فقط على رحيله، إنما على إسم البديل في ظل الكثير من الخيارات المتاحة على طاولة رئيس النادي فلورنتينو بيريز وفي مقدمتها ​ماسيمليانو أليغري​ مدرب يوفنتوس وميلان السابق، ​راؤول غونزاليس​ نجم النادي التاريخي ومدرب فريق تحت 19 عاماً، والمدرب القديم ​كارلو أنشيلوتي​ مدرب إيفرتون حالياً.

يمكن القول ان اختيار راؤول لتدريب ريال مدريد الموسم المقبل لن يكون بالخيار الصائب رغم نجاحه مع فريق تحت 19 عاماً وقيادته للفوز بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، لكن استنساخ تجربة زيدان قد لا تنجح هذه المرة لكون الظروف مختلفة والأجواء مغايرة عن التجربة الأولى للمدرب الفرنسي في سانتياغو برنابيو، ولأن الأوراق الرابحة التي كان يملكها زيزو سابقاً لم تعد متوافرة الآن، في حين ان عودة كارلو أنشيلوتي ستكون غير موفقة لمدرب على شفير الاعتزال رغم الخبرة الهائلة التي يملكها.

من أجل ذلك يبدو المدرب الإيطالي أليغري هو الخيار الأنسب لتولي مهمة قيادة ريال مدريد في ظل السيرة الذاتية الحافلة التي بناها من خلال تدريب ميلان ويوفنتوس، وهو قادر على إعادة بناء الفريق وقيادته الى منصات التتويج مجدداً، لكن حتى هذا الوقت يتعين الانتظار لمعرفة ما اذا كان زيدان سيعلن بشكل رسمي خروجه من ريال مدريد او العدول عن رغبته بالرحيل خاصة اذا توّج الميرينغي بالليغا يوم الاحد المقبل.