بقي البرازيلي نيمار حتى وقت قريب يُرسل الإشارة تلو الاخرى حول إمكانية عودته إلى ناديه السابق برشلونة لكي يلتئم الشمل مجدداً مع صديقه الارجنتيني ليونيل ميسي، وتعززت تلك الآمال مع خروج ​باريس سان جيرمان​ من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، إلا ان المفاجأة المدوية كانت إعلان المهاجم عن تجديد عقده مع النادي الباريسي حتى عام 2025، وكأن نيمار أراد استخدام اسم برشلونة من أجل أن يحظى بعقد مغرٍ وفق شروطه، وهذا ما حصل.

من الواضح ان البرازيلي كان يدرك مسبقاً صعوبة عودته الى برشلونة بسبب عقبات عدة أولها الشرط الجزائي مع باريس سان جيرمان وعدم قدرة الفريق الكاتالوني في الوقت الحالي على دفع المبلغ الكبير في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها وأولويته بالتجديد للارجنتيني ميسي، أضف الى ذلك ان النادي الباريسي لم يكن مستعداً للاستغناء عن نجمه البرازيلي مع المؤشرات الكثيرة على خروج الفرنسي ​كيليان مبابي​ الى ريال مدريد، لذلك خاض والد نيمار المفاوضات بالطريقة التي يرغبها.

ومما لا شك فيه ان بقاء نيمار مع الفرنسيين هو مؤشر كبير على إمكانية رحيل الفرنسي مبابي نهاية الموسم وقبل عام على انتهاء عقده مع النادي الفرنسي، لأن الأخير لم يكن ليسمح بخروج اللاعبين في آن معاً، كما ان عدم رغبة البرازيلي بالبقاء كان سيعقّد الأمور أمام حلم مبابي باللعب مع ريال مدريد الموسم المقبل، لذلك يمكن اعتبار تجديد عقد نيمار بمثابة "الهدية" لزميله في باريس سان جيرمان.

ربما يستطيع النادي الباريسي اقناع مبابي بالبقاء الموسم المقبل، لكن ذلك سيعني ان بإمكان المهاجم الفرنسي الرحيل مجانا في حزيران/يونيو 2022، وهذا الأمر لا يرغبه مسؤولو باريس سان جيرمان لكونهم سيفقدون مبلغاً "محترما" جراء صفقة الانتقال الى ناد آخر، مما يعني انهم أمام حل من اثنين: إما ان يقنع مبابي بتجديد عقده، او السماح له بالرحيل نهاية هذا الموسم.

يمكن القول ان ادارة باريس سان جيرمان وجدت انها اقرب لاقناع نيمار من مبابي، على الرغم من ان النجم البرازيلي يتبقى من عقده عامين، لذلك سلكت الطريق الأقرب للتجديد لعلمها ان محاولات اقناع الفرنسي دونها صعوبات، لعل اهمها انه ذهب بعيداً في اعلان رغبته بالخروج نهاية هذا الموسم من خلال تصريحاته الأخيرة على الملأ، في حين ان نيمار يمكن ان "ينصاع" للمغريات التي قدمت له، وهذا ما حدث بالفعل.

يبقى القول ان نهاية هذا الموسم ستكون حاسمة بالنسبة لخارطة الانتقالات، ومن المؤكد ان الصورة ستتضح بشكل كبير عقب نهائيات أمم اوروبا الشهر المقبل.