ربما يكون الموسم الأسوأ الذي يمر على ريال مدريد منذ أعوام بسبب عوامل كثيرة ومنها الإصابات الكثيرة التي داهمت جميع لاعبي الميرينغي تقريباً، وأدت لخروجه من نصف نهائي ​دوري أبطال أوروبا​ على يد ​تشيلسي​ الإنكليزي وسط تقديرات بموسم خالي الوفاض لمدرب الفريق زين الدين زيدان وذلك لان الاحتفاظ بلقب الليغا دونه الكثير من الصعوبات في ظل المنافسة الشرسة على اللقب من جانب أتلتيكو مدريد وبرشلونة.

وقف المدرب الفرنسي مكتوف اليدين في موقعتي تشيلسي بعدما ظن ان "الحظ" قد يقف إلى جانبه مرة أخرى كما حدث سابقاً في دوري أبطال أوروبا، لكن ربما فات زيزو انه هذه المرة لم يكن يملك العناصر القادرة على حمل الفريق رغم كل الصعاب، وهو ما كان يحدث سابقاً مع كل تعثر للفريق الملكي وتحديداً في المسابقة القارية.

قد تكون الإيجابية الوحيدة التي خرج منها ريال مدريد في ختام هذا المشوار المخيّب عدم إصابة النجم البلجيكي ايدين هازارد، لكن ما لا يمكن تجاهله ان زين الدين زيدان ارتكب الكثير من الأخطاء في الآونة الأخيرة قد يعتبرها البعض نتيجة للظروف التي مر بها الفريق هذا الموسم، لكن في المقابل كان هناك بعض الأخطاء التي يمكن تلافيها في الأوقات الحاسمة ووقف المدرب الفرنسي عاجزاً عن تصحيحها.

من الواضح ان الخروج من دوري أبطال أوروبا كشف الكثير من الثغرات التي يعاني منها ريال مدريد والتي ستجعل المستقبل مظلم بالنسبة لقدرة الفريق على اثبات وجوده ابتداء من الموسم المقبل، ولعل في مقدمتها كتيبة من اللاعبين "المستهلكين" الذين لم يعُد لوجودهم من داعٍ في تشكيلة الريال خلال الموسم القادم، إذا ما قرر زين الدين زيدان البقاء على رأس الإدارة الفنية وتقديم فريق منافس في البطولات المحلية والأوروبية.

الكثير من الخيارات الفنية لا بد وان يتم وضعها على الطاولة، والكثير من اللاعبين باتوا بحاجة لوضعهم على قائمة الانتقالات وفي مقدمتهم مارسيلو وكارفخال وهازارد، أضف الى ذلك البحث عن بدلاء لمودريتش وكروس بعد تقدمهما في السن، والتعاقد مع أجنحة مميزة بعدما اثبت كل من فينيسيوس جونيور ورودريغو حاجتهما لكثير من العمل خلال التدريبات.

من المهم القول ان رئيس ريال مدريد ​فلورنتينو بيريز​ بحاجة لوضع دفتر شيكاته على الطاولة خلال فترة التعاقدات المقبلة من أجل تدعيم صفوف الفريق بلاعبين سوبر وفي مقدمتهم نجم ​باريس سان جيرمان​ كليان مبابي، او مهاجم بوروسيا دورتموند هالاند، لأن بقاء الفريق على حاله لن ينتج الا المزيد من الخيبات الفنية في الموسم المقبل.

وعلى الرغم من الإصابات الكثيرة التي تعرض لها ريال مدريد هذا الموسم، الا ان الخروج من دوري ابطال أوروبا كشف حقيقة ثابتة ووحيدة ان الميرينغي بات فريقا منتهياً على الصعيد الفني، ولا بد من علاج حقيقي يُعيد رجال زين الدين زيدان الى الواجهة محلياً واوروبياً.