فشل المدرب الفرنسي ل​ريال مدريد​ زين الدين زيدان من استكمال مسيرته هذا الموسم في دوري ابطال اوروبا، كما فشل في اظهار نفسه بصورة المدرب الحاسم في اللحظات الصعبة كما عوّدنا، ليتلقف مدرب ​تشيلسي​ تو​ماس توخيل​ الفرصة ويستغل هذا التعثر ليضرب النادي الملكي ويخطف منه بطاقة التأهل الى النهائي.

بداية المباراة كانت غريبة بعض الشيء، اذ اعتمد توخيل على تشكيلة 3-1-4-2، فيما لعب زيدان بتشكيلة 3-4-1-2 مع اعتماده منذ البداية على ​ادين هازارد​ في خط الهجوم وهو امر كان مشكوك به نظراً الى عدم جهوزية النجم البلجيكي التامة وهو الذي قضى معظم موسمه في التعافي من لعنة الاصابات، علماً ان الريال كان بحاجة الى تسجيل هدف مبكر كونه يلعب خارج ارضه. ولكن الضغط اتى من جانب تشيلسي، وسعى الريال إلى استيعاب الضغط واعتماد الهجمات العكسية ليتحسن أداءه بعد مرور حوالي 10 دقائق، ويمكن القول ان المعركة العنيفة دارت في خط الوسط، بينما استمر تشيلسي في الضغط في منطقة الوسط ثم الإعتماد على الكرات المرتدة في ظل سرعة بالتحول من الدفاع إلى الهجوم مع دور مميز للاعب خط الوسط كانتي والذي سعى لإيجاد مهاجمي الفريق هافيرتز وفيرنر ليتمكن الأخير عند الدقيقة 28 من افتتاح التسجيل. لم يسكت الريال عن هذه النتيجة، خصوصاً وانها غير حاسمة، اذ حاول اعادة الامور الى نقطة الصفر عبر هدف واحد وكان التحرك من خلال طرفي الملعب وعكس الكرات العرضية لمحاولة إيجاد كريم بنزيما في العمق، لكن الفرص التي سنحت للمهاجم الفرنسي تحديداً كانت تسقط امام تعملق حارس تشيلسي ​ميندي​، فيما اضاع تشيلسي من جهة بعض الفرص الاقل خطورة من فرص الريال.

الشوط الثاني:

في هذا الشوط، فرض شيلسي نفسه خصوصاً عبر استغلاله ضعف الجهة اليسرى التي تواجد فيها ​فينيسيوس جونيور​ كظهير، وعانى الريال الذي في السيطرة على خط وسط الملعب ونقل الكرات من ملعبه نحو ملعب تشيلسي ليكون غائبا بشكل تام عن الصورة الهجومية في الربع الاول من هذا الشوط. ومع ازدياد هجمات الفريق الانكليزي، ادخل زيدان ​فالفيردي​ و​أسانسيو​ مكان فينيسيوس جونيور وميندي لتكثيف الكرات العرضية، لكن الإنضباط الدفاعي للاعبي تشيلسي وتقارب خطي الوسط والدفاع لم يمنح الريال الفرص الهجومية الحقيقية، في مقابل هجمات مرتدة خطيرة على مرمى الملكي وسط اندفاع الريال للأمام وتركه مساحات كبيرة في الثلث الدفاعي الأخير ليحصل تشيلسي على أكثر من فرصة حقيقية لتسجيل الهدف الثاني لكن لاعبيه تفننوا في إهدارها. سيطرة الريال على الكرة استمرت عقيمة وسط غياب الحلول وبطء في نقل الكرات، ولم يكن قادرا حتى على الضغط وإجبار تشيلسي على التراجع للخلف رغم دخول رودريغو مكان كاسيميرو لتنشيط خط الوسط هجوميا ،فيما دخل بوليسيتش مكان فيرنر في صفوف تشيلسي ليتمكن البلوز من تسجيل هدف ثان عند الدقيقة 85 عبر مونت، اعلن من خلاله نهاية آمال الريال في التأهل.

ملاحظات عامة:

-مع لعبه بطريقة 3-1-4-2 وإعطاءه الأظهرة واجبات دفاعية بحتة دون أدوار هجومية، كان تشيلسي فعليا يلعب بطريقة 5-1-2-2 ما جعل الرباعي الأمامي المؤلف من كانتي، مونت، فيرنر وهافيرتز يصول ويجول في ثلث الريال الدفاعي مقابل إغلاق تام للمنافذ الدفاعية، وهذا ما جعل هجمات الريال دون أي خطورة وعطل السلاح الاهم للملكي، اي اللعب عبر طرفي الملعب وهذا بكل تأكيد قراءة مميزة للمدرب توخيل.

-خاض زيدان المواجهة بثلاثة مدافعين وهذا لم يكن نقطة الضعف بل إن اللعب بظهيرين وتوظيف فينيسيوس جونيور في الجهة اليسرى وإرجاعه من جناح إلى ظهير كان نقطة ضعف لانه فشل في أداء الأدوار الدفاعية. وبشكل عام بدا الريال تائها ومفككا من الناحية التكتيكية وبالتالي استحق الخسارة وزيدان لم يكن قادرا على مجاراة توخيل تكتيكيا وفنيا.