شكّل الإعلان عن إقامة بطولة ​كأس العرب​ للمنتخبات في قطر بمشاركة جميع الدول العربية بإشراف واعتراف من جانب ​الإتحاد الدولي لكرة القدم​، محطة هامة للغاية قبل نحو عام ونصف على إقامة نهائيات ​كأس العالم 2022​ في دولة قطر للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، ذلك لأن البطولة تعود بعد غياب طويل، ولكونها ستقام للمرة الأولى برعاية دولية وبهذا العدد من المنتخبات المشاركة.

يمكن اعتبار بطولة كأس العرب المقبلة فرصة مثالية لاختبار المرافق التشغيلية قبيل منافسات مونديال 2022، لكون البطولة ستقام على ست ملاعب مضيفة لكأس العالم أيضاً، مما يعني ان العالم سيشاهد للمرة الأولى ما تعده قطر وما انجزته من استعدادات قبيل العرس الكروي العام المقبل.

صحيح ان قطر أظهرت للعالم قدرتها على استضافة أهم الأحداث العالمية وفي مختلف الألعاب، كما انها اختبرت بجدية نظام "الفقاعة الطبية" خلال البطولات الأخيرة ومنها كأس العالم للأندية، لكن بطولة كأس العرب والمزمع اقامتها في ديسمبر/كانون الأول المقبل، ستشكل اختباراً أولياً لنظام ربط الملاعب والاستادات ببعضها البعض، كما انها ستقدم صورة لكل الاستعدادت اللوجستية والتنظيمية لاستضافة هذا العدد من المنتخبات المشاركة في بطولة مجمعة تقام في دولة واحدة.

وإذا كانت قطر قادرة على اثبات نجاحها من الناحية التنظيمية، فإن الأنظار ستكون موجهة دون أدنى شك الى المستوى الفني للبطولة لكون المنتخبات العربية ستشارك بالصف الأول وهو الأمر الذي يعني اننا سنكون على موعد مع بطولة قيّمة من الناحية الفنية، أضف الى ذلك ان هذه التظاهرة العربية ستسمح للكثير من المنتخبات المرشحة للتأهل الى المونديال باختبار الملاعب القطرية التي ستستضيف كأس العالم 2022.

بطولة كأس العرب ستمنح المنتخبات العربية فرصة هامة للاعداد قبل انطلاق ​كأس أمم افريقيا​ بعد شهر من البطولة، وهو أمر قد لا يتكرر دائما لتلك المنتخبات بخوض بطولة قوية قبل الاستحقاق الافريقي الهام، كما انه سيسمح للمنتخبات الأخرى وتحديداً في قارة آسيا باختبار قدرتها قبل التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في العام المقبل.

بمطلق الأحول تبدو كأس العرب المقبلة محاولة جدية ومميزة من جانب قطر لتقديم بطولة مثالية ونموذجية من مختلف الاتجاهات، لكن المطلوب لتلك البطولة التي تشهد اعترافا دوليا للمرة الأولى، الاستمرارية عاماً بعد آخر او كل عامين، لان الفوائد التي ستحققه البطولة المقبلة ستفرض على كل القيمّين ضمان استمراريتها بشكل دوري ومتواصل، وإلا فإن النسخة المقبلة ستبقى مجرد ذكرى لا أكثر.