من الواضح ان تتويج برشلونة بكأس ملك اسبانيا للمرة الـ31 في تاريخه على حساب أتلتيك بلباو، حمل عنواناً رئيسياً وبارزاً لكل متابعي الفريق الكتالوني، هذا العنوان سيترك من دون أدنى شك أثراً بالغاً في مسيرة البارشا بعد فشل ذريع في مهمة الصعود إلى الألقاب في الموسم الماضي، لذلك يمكن اعتباره انتصاراً لنهج جديد جاء به ​رونالد كومان​ منذ توليه تدريب الفريق هذا الموسم، لكن الاهم انه سيؤسس لعلاقة قوية ومتينة مع "الرجل الأقوى" في النادي ونقصد النجم ليونيل ميسي.
اليوم أضحت قضية تجديد عقد الأرجنتيني مسألة وقت بعد فترة من الأخذ والرد سادها الكثير من التكهنات عن الوجهة المرتقبة لميسي، إلا ان قدوم خوان لابورتا الى رئاسة النادي وتحسن علاقة ليو مع المدرب الهولندي، انعكس على اداء الفريق ونتائجه على أرض الملعب بغض النظر عن الخروج من دوري أبطال أوروبا، وهذا التحسن ساهم في اقناع ميسي بالبقاء، لكنه لعب ايضاً دوراً رئيسياً في منح رونالد كومان الفرصة من أجل الانطلاقة نحو المسار الناجح.
قبل أيام تطرقنا الى مسألة خسارة رونالد كومان لمواجهتي الكلاسيكو أمام ريال مدريد والثغرات الدفاعية القاتلة داخل الفريق الكتالوني وهذا أمر صحيح ولا يمكن تجاهله، لذلك فإن الحديث عن النتائج الإيجابية للقب كأس ملك اسبانيا على برشلونة لا يلغِ ما يعانية البارشا على الصعيد الدفاعي وحتى الهجومي مع اضاعة الكم الهائل من الفرص هذا الموسم، إلا من المهم القول ان المدرب الهولندي بدأ يجد الطريق الصحيح لتنفيذ مخططاته بعدما انتهى "صخب" التجديد نوعاً ما، لذلك فإن الاستنتاج الحقيقي لما حدث يتلخص بمقولة واحدة "ارتاح ميسي فنجح كومان".
ومما لا شك فيه ان تحقيق رونالد كومان للقب الأول له كمدرب لبرشلونة سينعكس بشكل ايجابي في معركته على بطولة الليغا مع فريقي مدريد أتلتيكو وريال، وهو أمر متوقع عطفاً على الاداء المميز للفريق والطريقة الفنية التي خاض من خلالها مواجهة أتلتيك بلباو والتي وضح عبرها استعادة اللاعبين "للنفس الهجومي" مرتكزاً على الاستحواذ والضغط، وهذا الاسلوب لطالما كان السمة الرئيسية لاداء برشلونة في المواسم الماضية.

ربما لا يكون رونالد كومان قد وصل الى مرحلة "الكمال الفني" في موسمه الاول مع برشلونة، لكن من المفيد القول ان الفوز بكأس اسبانيا، سيمنح المدرب الهولندي الفرصة للبناء على ما حققه في مباراة اتلتيك بلباو والانطلاق نحو تحقيق الثنائية المحلية هذا الموسم على أمل الانطلاقة من جديد نحو المجد الاوروبي ابتداء من الموسم المقبل، وهو أمر ربما ينجح رونالد كومان بتحقيقه في ظل تراجع مستوى اتلتيكو مدريد، والاصابات الكثيرة التي تداهم ريال مدريد في الموسم الحالي، اضافة لخوض برشلونة منافسة وحيدة متبقية هي ​الدوري الاسباني​ على عكس الميرينغي الذي يقاتل على جبهتين محلية واوروبية.