حقق ​ريال مدريد​ الاسباني هدفه بالتأهل الى الدور نصف النهائي لدوري ابطال اوروبا لكرة القدم، بعد ان تعادل سلباً في مباراة الاياب مع ليفربول على ارض الاخير، دون ان يفرّط بفوزه ذهاباً 3-1. ولكن الريال على موعد مع فريق انكليزي آخر في المربع الذهبي هو تشيلسي.

لم يدخل الريال مباراة الاياب بالعقلية التي خاض فيها المباراة الاولى، رغم ان مدربه زين الدين زيدان لعب، على غرار نظيره الالماني ​يورغن كلوب​ بأسلوب 4-3-3، ولكنه لم ينجح في السيطرة على وسط الملعب كما فعل سابقاً، بل ما حصل هو العكس اذ كان خط وسط ليفربول افضل، ونجح في تقنين خط الامدادات الى مهاجمي الفريق الملكي. وبدا واضحاً اتجاه زيدان الى النزعة الدفاعية مع الابقاء على حظوظ المرتدات والكرات الناجحة التي تصل الى بنزيما واسنسيو، وكاد أن يدفع ثمن نزعته هذه لو نجح محمد صلاح منذ الدقائق الاولى في ترجمة انفرادية واجه فيها كورتوا، الى هدف. وسعى الريال إلى تهدئة إيقاع اللعب ومحاولة مبادلة ليفربول الهجمات مع تركيز على إيصال الكرات لبنزيما في العمق لكن المباراة استمرت هادئة من دون فرص حقيقية مع معركة حقيقية في الوسط، لكن ليفربول كان دائما صاحب الفرص الأخطر تولى كورتوا تعطيلها، فيما سجّلت فرصة مهمة لبنزيما أحبطها القائم. وتصاعدت وتيرة اللعب، في ظل رغبة واضحة من ليفربول في التقدم والضغط في ملعب الريال، فيما لجأ الملكي الى التمركز الدفاعي الجيد ثم الإنطلاق في الهجمات المرتدة العكسية والتي كانت مصدر إزعاج لمدافعي ليفربول. ومع استمرار الهجمات الانكليزية، افتقد "الريدز" للمسة الاخيرة الناجحة، لينتهي الشوط الاول على ما بدأ عليه.

الشوط الثاني:

اصرار ليفربول على تسجيل هدف كان مستمراً في الشوط الثاني عبر التحرك عبر طرفي الملعب وتقدم أظهرة الفريق والضغط على لاعبي الريال لكسب الكرة، فيما بقي التوجه الدفاعي للملكي سيد الموقف. عندها، اجرى كلوب أول تبديلين مع دخول كل من ألكانتارا وجوتا مكان ميلنر وكاباك مع عودة فابينيو كقلب دفاع والتحول للرسم التكتيكي 4-2-4، فيما أدخل زيدان أودريازولا ورودريغو مكان كروس وفينيسيوس جونيور فأبقى على معركة خط الوسط وعزز القدرة الدفاعية. محاولات ليفربول الهجومية افتقدت للحلول التكتيكية حيث بقي الفريق ممسكا بالكرة ومجبرا الريال على التراجع لكن اللعب كان عشوائيا، ما جعل الأمور سهلة على لاعبي الريال لإبطال فعالية الهجمات. ورمى كلوب بآخر أوراقه مع دخول شاكيري وتشامبرلين مكان فيرمينيو وماني بينما دخل إيسكو مكان أسنسيو في صفوف الريال، لكن الدقائق العشر الأخيرة لم تشهد أي جديد مع تراجع الإيقاع الهجومي لليفربول واستسلامه لقدره المشؤوم.

ملاحظات عامة:

- كان ليفربول أفضل بكثير من مباراة الذهاب وقدم لاعبو خط الوسط اداء جيداً ومدوا الثلاثي الهجومي بكرات جيدة، لكن مهاجمي الفريق وتحديدا الثنائي صلاح وماني اهدروا كرات سهلة كانت كفيلة لو سجلوا إحداها في تغيير مجرى الأمور.

- دخل الريال مدريد وهو يعلم بأن عليه اللعب بهدوء وتنظيم دفاعه، خاصة أن ليفربول بحاجة للفوز بفارق هدفين للتأهل. لكنه بدا باهتاً في اسلوبه الدفاعي، ولم يظهر الكثير خصوصاً في ظل وجود ثغرات دفاعية خطيرة كادت ان تغيّر نتيجة المباراة.