رضي باريس سان جيرمان الفرنسي بالخسارة بنتيجة 1-صفر امام فريق ​بايرن ميونيخ​ الالماني في اياب الدور ربع النهائي من دوري ابطال اوروبا لكرة القدم، لان النتيجة اهلته للانتقال الى المربع الذهبي على حساب البافاري بعد ان تعادلا بنتيجة المباراتين، وحسم الفرنسيون الامر لتسجيلهم ثلاثة اهداف خارج ارضهم.

الخسارة بهذه النتيجة لم تكن مافجئة، ولو انها لا تعكس اجواء المباراة بشكل عام، وقد توقع الجميع ان يبدأ المدرب هانز فليك بنفس هجومي بحت وهو لعب بطريقة 4-3-3، لكن غياب هدافه ​روبرت ليفاندوفسكي​ بدا واضحاً وافتقده البايرن في هذه المباراة المصيرية، خصوصاً وان ماوريسيو بوتشيتينو لعب بأسلوب 4-2-1-3ن وكان يمكن لليفاندوفسكي تشكيل فارق كبير نطراً الى قدراته على اختراق الدفاع ونجاحه في تسجيل الاهداف.

وبدأت المباراة بضغط عال من جانب البايرن الذي شن هجومه من كل النواحي، فتقدم من الخلف ولعب على الاطراف وحاول احتلال خط الوسط، فيما أغلق سان جيرمان عمقه الدفاعي كما يجب واعتمد على الكرات المرتدة مستغلاً ما كان يتركه البايرن من مساحات في الخلف. وكاد الفرنسيون ان يهزوا الشباك عبر نيمار الذياصاب العارضة والقائم في محاولتين. في المقابل، كان البايرن على غير عادته، يخسر كرات سهلة في وسط ملعبه. ولكن، على الرغم من ذلك، نجح البافاري في تسجيل هدف رفع به معنوياته عبر موتينغ عند الدقيقة 40، ومنع الفرنسيين في الدقائق الخمس الاخيرة من تعديل النتيجة.

الشوط الثاني:

دخل البايرن وهو على بعد هدف واحد من التأهل، واعتمدعلى تحركات ساني يمينا وكومان يسارا وبمؤازرة مولر كمهاجم ثان مع موتينغ في العمق الهجومي لمتابعة الكرات العرضية، في حين عمل باريس سان جيرمان على ترتيب اوضاعه الدفاعية لعلمه انه سيتحمل ضغطاً كبيراً من البايرن، وكي لا يقع في اخطاء تقلب الامور رأساً على عقب. ومع إصابة الظهير الأيسر ديالو، ادخل بوتشيتينو اللاعب باكير بينما دفع فليك باللاعب موسيالا مكان ديفيز ليتحول للرسم التكتيكي4-2-4 مع عودة ألابا لمركز الظهير الأيسر بعدما بدأ المباراة في خط الوسط. ولكن خطورة اللعب الهجومي تكمن في عدم اغلاق المساحات في الخلف، وهو ما حاول سان جيرمان استغلاله، لكن الحارس نوير أحسن التعامل مع تلك الكرات عبر تقدمه ولعبه دور الليبرو لتغطية الفراغ. وفي ظل اعتماد بايرن على الكرات العرضية، رمى فليك بآخر أوراقه فأخرج المهاجم موتينغ وأدخل مارتينيز وهو لاعب خط وسط لكنه لعب مهاجما كونه يجيد الكرات الرأسية ومتابعة العرضيات، لكن الأمور لم تتغير حيث عرف الفريق الباريسي كيف يمرر الدقائق الأخيرة وينهي اللقاء بخسارة تؤهله.

ملاحظات عامة:

بدا واضحا ان غياب ليفاندوفسكي افسد خطط فليك، فقدرة اللاعب على التحرك من الخلف وحسه كصياد للاهداف كان كفيلاً بتغيير الامور والنتيجة، وبدت واضحة معاناة بايرن في اللمسة الأخيرة والقدرة على الإستلام داخل منطقة الجزاء وتحويل الفرص الى اهداف.

كان سيناريو المباراة معكوسا لما حصل في مباراة الذهاب، فأضاع الفريق الباريسي في الشوط الأول عددا كبيرا من الفرص بينما تلقى هدفا من بايرن عكس مجرى اللعب. وفي الشوط الثاني، تحسن أداء بايرن كما كان متوقعا الا ان سان جيرمان عرف كيف يتعامل مع المباراة وخرج منها بالنتيجة التي ترضيه.