يستطيع الهولندي ​رونالد كومان​ مدرب فريق برشلونة أن يتباهى امام جماهير الفريق الكتالوني بعدم الخسارة في آخر 19 مباراة في ​الدوري الإسباني​، كما بإمكانه أن يتحدث بإسهاب عن تحسن مستوى البارشا بعد سلسلة من العثرات منذ توليه تدريب الفريق هذا الموسم خلفاً ل​كيكي سينتين​، لكنه لن يجد أي حجة تبرر سقوطه في مباراتي ​الكلاسيكو​ أمام الغريم التقليدي ريال مدريد والتي كان آخرها يوم السبت بهدفين مقابل واحد.

ربما لا تتذكر جماهير برشلونة حالياً متى كانت المرة الأخيرة التي يخسر فيها فريقهم مرتين أمام ريال مدريد في الليغا، بعدما بات كومان أول مدرب يخسر أول مباراتي كلاسيكو له في الدوري الإسباني منذ ​خواكيم ريفيه​ عام 1980، لكن هذا الأمر له الكثير من المسببات لعل أهمها الثغرات الدفاعية التي يعاني منها البارشا والتي تجلت بوضوع في مباراة السبت.

كان واضحاً قبل انطلاق مباراة الكلاسيكو الأخيرة ان برشلونة يعاني دفاعياً على الرغم من ان رونالد كومان كان مدافعاً، إلا انه لم يستطع في موسمه الأول من تدراك تلك الأخطاء التي يقع فيها اللاعبون والتي تسببت بخروجه من ​دوري أبطال أوروبا​ على يد ​باريس سان جيرمان​ بعد الرباعية الشهيرة في مباراة الذهاب في الكامب نو، مع العلم انه كان قد تلقى خسارة بالثلاثة أمام يوفنتوس في دور المجموعات، وكاد أن يخرج من كأس اسبانيا على يد اشبيلية لو لم يعوّض اللاعبون خسارة الذهاب في مباراة الاياب.

أضف الى ذلك ان رونالد كومان جاء الى برشلونة في الوقت الذي كان يعرف فيه الجميع ما يعاني منه الدفاع والذي تسبب بخروجه خالي الوفاض الموسم الماضي على الرغم من القوة الهجومية بقيادة ليو ميسي، الا انها لم تكن كافية على الاطلاق لتحقيق اي لقب، لذلك وبغض النظر عن احتمال وجود أخطاء تحكيمية في مباراة الكلاسيكو، إلا ان برشلونة نجا من خسارة تاريخية بعدما تفنن لاعبو ريال مدريد بإضاعة الفرص التي لاحت لهم خلال اللقاء.

لا يمكن لأي فريق في العالم أن يتباهى بقوته الهجومية دون التركيز او الالتفات الى الناحية الدفاعية وهو ما يفعله كومان مع برشلونة، اذ لا يعقل ان تكون شباك الفريق قد اهتزت 46 مرة خلال 46 مباراة تحت اشراف المدرب الهولندي، وهو السبب نفسه (أي الدفاع) الذي أدى لخسارته مباراتي الكلاسيكو أمام ريال مدريد هذا الموسم.

ربما يتمكن برشلونة من الفوز بالدوري والكأس هذا الموسم، لكن ذلك لا يلغِ وجود مشكلة حقيقية في خط الدفاع ستظهر بمواجهة كل خصم قادر على استغلال المساحات التي يخلفها اللاعبون وراءهم وتسجيل أهداف يصعب تعويضها، وهذا أمر بحاجة الى تصحيح عاجل من جانب المدرب كومان، لأن مقولة أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم قد لا تسلم كل مرة اذا لم يؤد جميع اللاعبون واجباتهم الدفاعية، ولنا بلاعبي ريال مدريد خير مثال في مباراة الكلاسيكو الأخيرة، حيث أظهر لاعبو زين الدين زيدان كتلة دفاعية متوازنة على مدار الشوطين وهو ما مكنهم من حسم اللقاء لمصلحتهم.