حسم ​ريال مدريد​ الكلاسيكو لمصلحته بعدما فاز على ​برشلونة​ 2-1 ضمن المرحلة الثلاثين من ​الدوري الإسباني​ لكرة القدم. وبهذا الفوز، اخذت المنافسة على لقب الليغا منحى متغيراً تتنافس فيه الفرق الثلاثة (اتلتيكو مدريد، ريال مدريد وبرشلونة) بشراسة وينتظر كل فريق هفوة من الآخر ليبتعد بالنقاط ويقترب من اللقب.
عنوان مباراة الكلاسيكو كان السيطرة على خط الوسط وتحصين الدفاع، وهذا ما فعله الفريق الملكي بامتياز بفضل الخطة التي وضعها مدربه زين الدين زيدان 4-3-3 مع تألق كل من كروس ومودريتش فيخط الوسط بمؤازرة لافتة من فالفيردي. في المقابل، لم ينجح وسط برشلونة في تأدية دوره كما يجب، خصوصاً في الشوط الاول الذي بدا فيه الفريق وكأنه يملك خطين فقط (دفاع وهجوم) دون صلة وصل بينهما، رغم ان الخطة التي بدأها المدرب رونالد كومان قامت على استراتيجية 3-5-2 لعلمه اليقين بأن خط الوسط في هذه المباراة هو مفتاح الفوز.
لم تتأخر مرحلة جس النبض كثيراً بين الفريقين، اذ عمد برشلونة الى الهجوم الباكر للتحكم بايقاع المباراة، واعتمد على نجمه ليونيل ميسي لتوزيع الكرات يميناً ويساراً، ولكن افتقاد الفعالية لخط الوسط صبّ في مصلحة الريال الذي سرعان ما حصّن وسطه وكان صلة الربط القوية بين الدفاع والهجوم، وقد اثمر ذلك عن هدف مبكر سجله كريم بنزيما في الدقيقة 13 بعد كرة عرضية من فاسكيز، حوّلها بطريقة رائعة بكعب رجله الى هدف. حاول برشلونة الرد فتحرك كما العادة عبر ميسي مع تقدم رباعي خط الوسط لكن سلاحه أي الكرات العرضية كان متوقعا لمدافعي ريال مدريد فعطّلوا كل المحاولات، واستمروا في فرض سيطرتهم على الوسط حيث انتقلوا بهجمةسريعة الى مشارف منطقة الجزاء، وكسبوا ركلة حرة حوّلها طوني كروس عند الدقيقة 27 الى هدف ثان (بعدما ارتطمت بالدفاع البرشلوني). أمام هذا الواقع، حاول برشلونة اللعب في الامام للتعويض،لكنه منح بذلك الكثير من المساحات للريال الذي شن هجمات مرتدة خطرة وأضاع أكثر من كرة لتسجيل الهدف الثالت، قبل ان يخرج فاسكيز مصاباً قبيل نهاية الشوط ويحل مكانه اورديوزولا.

الشوط الثاني:
في الشوط الثاني، استمر التخبط الهجومي لبرشلونة الذي كان ينجح في الوصول الى منطقة عمليات الريال، لكنه سرعان ما يهدر الكرة او تضيع منه، فدخل غريزمان مكان ديست وسيرجي روبرتو مكان بوسكيتس، وتحوّل الفريق إلى الرسم التكتيكي 3-4-1-2 ولعب ميسي خلف الثنائي غريزمان وديمبيلي. رد الريال بانضباط تكتيكي ومحاولة تحصين الدفاع، لكن الكتالوني خرق التحصينات بكرة عرضية تركها غريزمان بذكاء لزميله مينغيزا ليسجل هدف تقليص الفارق عند الدقيقة 60. اجرى زيدان أولى تغييراته مع خروج فالفيردي ودخول أسينسيو مكانه بينما استمر برشلونة في محاولاته الهجومية مع دخول ميسي للعمق لكن المساحات بدأت تكبر في دفاعات برشلونة وتحول الهجمات الملكية الى خطر حقيقي لم يستثمره مهاجمة الريال. ومع دخول موريبا في صفوف برشلونة مكان أراوخو، قام زيدان بثلاث تغييرات مفاجئة ورهان خطير على الدفاع قبل حوالي 20 دقيقة من النهاية فأخرج كروس وبنزيما وفينيسيوس وادخل إيسكو ومارسيلو ودياز. الدقائق المتبقية من المباراة شهدت استحواذا تاما لبرشلونة على الكرة لكن الفريق عابه البطء في التمرير وكثرة التحضير الهجومي، ومع اللغط الذي دار حول وجوب احتساب ركلة جزاء لبرشلونة ام لا، وكرة مريبا التي أصابت العارضة، انتهت المباراة بفوز ريال مدريد 2-1.

ملاحظات عامة:
1. أثبت زيدان أنه مدرب المواجهات الكبرى ويعرف كيف يستخرج الأفضل من لاعبيه مع قدرة مميزة على استغلال نقاط ضعف الخصم، حتى ان رهانه على اخراج كامل خط هجزمه وتحوله الى النفس الدفاعي، لم يمنعه من من تشكيل خطر حقيقي على برشلونة حيث كاد ان يزيد غلة اهدافه دون التفريط بقدراته الدفاعية.
2. حاول كومان استدراك الموقف مع التأخر 2-صفر، وهو يتحمل مسؤولية هذا التأخر نتيجة غياب القدرة على مراقبة مفاتيح لعب الريال. صحيح انه تحرك في الشوط الثاني وعمد الى تكتيكات عديدة من 3-5-2 إلى 3-4-1-2 ثم إلى 4-3-3 لكنها لم تمنع ظهور غياب خط الوسط وهشاشة الدفاع التي لا تزال عقدة العقد بالنسبة اليه.