نجح ​ريال مدريد​ الإسباني في تحقيق فوز كبير على ليفربول الإنكليزي 3-1 ضمن ذهاب الدور الربع النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. المباراة التي جرت في مدريد، اتت بعد ساعات قليلة على اعلان اصابة ركيزة الدفاع الملكي ​فاران​ بوباء كورونا في ظل غياب ​راموس​ بسبب الاصابة. لكن مدرب الفريق زين الدين زيدان نجح في التعويض وكانت خطته باللعب 4-3-3 في محلها اذ فرض أسلوبه الهجومي وسيطرته على خط الوسط مع إجبار ليفربول على التراجع للخلف وتحمل العبء الدفاعي منذ البداية.

مدرب الريدز يورغن كلوب اعتمد على الخطة نفسها 4-3-3 ولكن الفارق كان في منتصف الملعب الذي سيطر عليه لاعبو الريال وتألق خلاله الالماني كروس في توزيع الكرات وايصالها بدقة متناهية الى زملائه، واتى منها الهدف الاول عبر فينيسيوس جونيور في الدقيقة 26. واستمرت معاناة ليفربول في فرض سيطرته وإيجاد حلول هجومية، فيما رفع الريال الاسوار العالية في خط الوسط واستمر في ممارسةالضغط العالي على دفاع ليفربول، وفي الدقيقة 36، نجح اسينسيو في استغلال خطأ دفاعي كبير ليحرز الهدف الثاني لفريقه. وكان من الطبيعي أن يتراجع ريال مدريد للخلف بعد هذا التقدم، ما سمح لليفربول بالسيطرة نسبيا على الكرة إنما من دون أي خطورة لينتهي الشوط الاول بهذه النتيجة.

الشوط الثاني:

بدأ ليفربول الشوط الثاني بشكل جيد حيث تمكن من تسجيل هدف تقليص الفارق عند الدقيقة 51 عبر محمد صلاح بعد سلسلة من التمريرات القصيرة الناجحة. واعتقد الجميع ان كلوب نجح في ايجاد العلاج اللازم لوقف النزيف الذي يعاني منه النادي ويمنعه من تحقيق نتائج جيدة، لكن الريال عرف كيف يمتص فورة ليفربول الهجومية ثم يعاود بناء الهجمات مع تحرك الثلاثي الهجومي ووجود دعم دائم من قبل ظهيري الفريق. هذا الامر اعاد الفريق الانكليزي الى الخلف، ليضرب الريال مجدداً عند الدقيقة 65 عبر فينيسيوس جونيور لتصبح النتيجة 3-1. بعدها سعى زيدان إلى تعزيز اسلوبه الدفاعي فأخرج أسينسيو وادخل فالفيردي وتحول الى طريقة اللعب 4-4-1-1 فيما حاول ليفربول العودة إلى الصورة الهجومية مع استمرار التمرير إنما عانى من البطء في التقدم. حاول كلوب لعب ورقة هجومية لتخفيف الاضرار، فدفع ب​فيرمينيو​ و​شاكيري​ مكان كوباك وجوتا لتنشيط الخط الهجومي لكن الأمور لم تحمل أي جديد ليحصد الريال فوزاً ثميناً على ارضه.

​​​​​​​

ملاحظات عامة:

1. أحسن ريال مدريد التعامل مع مجريات المباراة حيث بدأها بقوة وتحكم في إيقاع الشوط الأول كما يجب واستغل نقاط ضعف ليفربول، كما أنه رغم البداية البطيئة نسبيا في الشوط الثاني واستقباله لهدف، استفاق سريعاً بفضل قدرته على إظهار الترابط التكتيكي المطلوب، وهذا طبعا يحسب للمدرب زيدان الذي قرأ المواجهة وحضر لها كما يجب.

2. ظهر ليفربول بالريقة نفسها التي يلعب فيها في البريمييرليغ، وبدا مفككا مع أداء مهزوز من الناحية الدفاعية، وغياب الحلول الهجومية، مع ارتكاب هفوات سخيفة. ولا يبدو ان كلوب يملك اي حل لهذه المعضلة التي طالت، وهو سيكون في وضع حرج في مباراة الاياب اذا لم يجر التغييرات المطلوبة.