يبحث ​باريس سان جيرمان​ الفرنسي عن الثأر من خسارته نهائي ​دوري أبطال أوروبا​ في الموسم الماضي أمام ​بايرن ميونيخ​ الالماني، في لقاء سيتجدد في ربع نهائي المسابقة القارية العريقة في هذا الموسم، في ظل تراجع أداء النادي الباريسي بالرغم من وصول المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو إلى دكة المدربين.

استقبلت باريس بفرح خبر غياب هداف العملاق البافاري البولندي ​روبرت ليفاندوفسكي​ المصاب عن مباراة الذهاب الأربعاء على ملعب "أليانز أرينا"، وعودة نجمها البرازيلي نيمار من الاصابة.

لم يحتج النادي الباريسي نيمار حتى الآن في المسابقة الأوروبية، فتمكن في غيابه من إقصاء برشلونة الاسباني في إجمالي المباراتين 5-2 في دور ثمن النهائي.

حينها، خاص لاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي المواجهتين أمام نادي كتالونيا، غير أن غيابه عن موقعه ميونيخ بسبب فيروس كورونا سيؤرق المدرب الأرجنتيني.

أتى تعاقد الشركة القطرية المالكة لسان جيرمان مع بوتشيتينو، قائد الفريق سابقا، خلفاً للألماني توماس توخيل، ضمن مهمة تحقيق نتائج أفضل من سلفه.

وكان توخيل، قاد الباريسيين في الموسم الماضي للفوز بجميع الألقاب المحلية المتاحة، وإلى نهائي دوري الأبطال للمرة الاولى في تاريخهم.

يعتبر البعض أن الضغوطات على كاهل سان جرمان هي أكبر اليوم، مما كانت عليه عند الخسارة أمام بايرن صفر-1 في لشبونة في آب/أغسطس الماضي.

كان الوصول إلى نهائي أعرق مسابقة للأندية خطوة كبيرة للأمام، غير أن الخروج من ربع النهائي هذا الموسم سيشكل انتكاسة كبيرة لنادي العاصمة الباريسية وماوريسيو، خصوصا أن الفريق يعاني في الـ "ليغ1" لبسط هيمنته حيث خسر أمام ليل صفر-1 السبت، لينفرد الاخير بالصدارة بعد مباراة عاصفة شهدت طرد العائد نيمار في الدقيقة 90.

صرّح مدرب توتنهام هوتسبر الانكليزي السابق في حديث لوكالة فرانس برس الشهر الماضي أنه يحتاج للوقت لترك آثاره في "بارك دي برانس" وانه لن يتمكن من القيام بالتغييرات التي يسعى إليها قبل الفترة التحضيرية المقبلة للموسم القادم.

وشدّد اللاعب السابق البالغ 49 عاما، والذي كان تجرّع من كأس مرارة الخسارة في عقر دار فريقه السابق توتنهام أمام بايرن 2-7، على هذه النقطة الاسبوع الماضي، بقوله "بامكانكم أن تحكموا عليّ بدءاً من الموسم المقبل".

وأضاف "في حال فزنا بدوري الأبطال، أو كأس فرنسا، أو الـ "ليغ1"، فسيكون تأثيرنا ضئيلاً. كما ستكون الحال لو أننا لم نفز بشيء. سيعود الأمر بشكل أساسي للاعبين".

ومن بين اللاعبين الذين خاضوا نهائي العام الماضي، وحده القائد البرازيلي تياغو سيلفا غادر الفريق إلى تشيلسي الانكليزي، فيما انتقل المهاجم الكاميروني إريك مكسيم تشوبو-موتينغ الذي دخل احتياطيا، إلى بايرن.

ونشط سان جيرمان في سوق الانتقالات في الموسم الحالي، فاستقدم المهاجم الإيطالي مويز كين لتعويض رحيل تشوبو-موتينغ، فساهم الوافد الجديد بـ 15 هدفاً، منها 3 أهداف في دوري الأبطال، في 29 مباراة بقميص فريقه الجديد.

في المقابل، غاب الظهير الايسر الإسباني خوان بيرنات عن معظم الموسم بسبب الاصابة، فيما يعاني سان جيرمان من مشاكل في مركز الظهير.

-تقلبات-

ما يحتاجه بوتشيتينو من نيمار هو أن يكتشف مجددا أفضل مستوياته، ومن المهاجم كيليان مبابي أن يتألق أكثر، علماً أن أفضل مباريات خاضها سان جيرمان بادارة الأرجنتيني كانت عندما سجل المهاجم الفرنسي الشاب ثلاثية في مرمى برشلونة على ملعبه "كامب نو" (1-4)، وأتبعها بثنائية من رباعية فريقه في مرمى ليون 4-2 في الدوري.

يعيّب على مبابي أنه يخيب الآمال في بعض المباريات، كما انه لا يظهر بالصورة المرجوة إن كان تحت إدارة توخيل أو بوتشيتينو لاحقا.

وتعرّض سان جيرمان لـ 10 هزائم في هذا الموسم، بما فيها 3 هزائم في مبارياته الست الاخيرة في الـ "ليغ1"، آخرها أمام ليل ليتأخر بفارق 3 نقاط عن المتصدر قبل 7 مباريات من النهاية (66 مقابل 63).

ويواجه سان جيرمان، ليس فقط خطر خسارة لقبه بطلا للدوري في الاعوام الثلاثة الماضية، بل أيضاً عدم التأهل الى دوري الابطال في الموسم المقبل في حال تمكن ملاحقاه المباشران موناكو (62 نقطة) وليون (61) من تجاوزه.

سيعتبر هذا الفشل، في حال حصل، ضربة قاضية لنادٍ من عيار سان جيرمان سبق له أن خسر أمام بايرن 1-3 في زيارته الاخيرة لمقاطعة بافاريا في دور المجموعات باشراف مدربه السابق الاسباني أوناي إمري عام 2017، قبل أن يرحل ويعيّن توخيل.