ضرب إشبيلية عصافير كثيرة بفوزه المهم على أتلتيكو مدريد 1-صفر في المرحلة التاسعة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم. فهو عزز مركزه الرابع من جهة، وزاد طموحه في التقدم اكثر في الترتيب من جهة ثانية بعد تقليص فارق النقاط، ولكن الاهم انه اعاد اتلتيكو الى مستنقع الصراع على اللقب مع ريال مدريد وبرشلونة، بعد ان بات فارق النقاط بينهم لا يتعدى الثلاث فقط. المدير الفني لإشبيلية جوليان لوبيتيغي لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي أوكامبوس دي يونغ وسوسو في خط الهجوم، بينما لعب دييغو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو بالرسم التكتيكي 3-4-2-1 مع لويس سواريز كرأس حربة صريح.

الشوط الأول:

إشبيلية بدأ المباراة بشكل جيد حيث فرض سيطرته على منطقة خط وسط الملعب مع تحركات ناشطة عبر طرفي الملعب ليحصل على ركلة جزاء عند الدقيقة 8 لكن أوكامبوس أضاعها اثر تألق الحارس اوبلاك. إشبيلية لم يتوقف عند الفرصة المهمة الضائعة، بل استمر في خطته وكأن شيئاً لم يكن، فيما اعتمد اتلتيكو على الخطة الدفاعية البحتة واللعب الهجومي المرتد، ما زاد من ضغط اشبيلية خصوصاً بعد السيطرة على وسط الملعب بشكل تام. وصمد دفاع اتلتيكو حتى نهاية هذا الشوط وسط خيبة امل من اشبيلية.

الشوط الثاني:

الاستراتيجية نفسها استمرت مع بداية الشوط الثاني، وكان لافتا الغياب الهجومي التام لأتلتيكو وعدم قيام سيميوني بأي تغيير تكتيكي يضمن له كسر الضغط على لاعبيه وخصوصاً في خط الدفاع. في المقابل، ادخل لوبيتيغي اللاعب النصيري مكان دي يونغ في عمق الخط الهجومي، لكن الانقاذ اتى من خلال أكونا في الدقيقة 70 فسجل هدفاً بعد هجمة منظمة للغاية ضربت دفاع أتلتيكو. عنددها، تحرك سيميوني فأخرج كلا من ليمار وهيرموزو (الذي اضاع فرصة مهمة للتعديل) وأدخل هيريرا وكوندوبيا. نجح سيميوني في فك قيود لاعبيه في خط الوسط، مع تراجع إشبيلية للحفاظ على النتيجة، لكن محاولات أتلتيكو لم تغيّر شيئا من واقع المباراة التي قادته الى خسارة جديدة اهدر فيها نقاطاً ثمينة.

ملاحظات عامة:

أظهر إشبيلية قدرات تكتيكية عالية مع لمسة واضحة من قبل المدرب لوبيتيغي الذي احكم قبضته على خط الوسط ومنع أتلتيكو من استخدام سلاح الهجمات المرتدة، من خلال نجاح ثلاثي خط الوسط في أداء الأدوار الدفاعية وحماية الرباعي الدفاعي وتأمين المساحات عند تقدم الأظهرة.

لم يرتق اداء أتلتيكو الى المستوى المطلوب، وبالتالي لم يستحق الفوز، وبقي حتى تلقيه الهدف، بعيداً عن أي محاولات هجومية مكتفياً ببعض التسديدات البعيدة المدى. هذا الأداء تكرر في أكثر من مواجهة، وادى الى اضاعة الكثير من النقاط، ما جعل صدارته مهددة خصوصاً في ظل غياب أي أفكار هجومية، فضلاً عن خسارته معركة خط الوسط أمام معظم الفرق المنظمة.