لا تحسم المواجهات في عالم كرة القدم الا عبر النتيجة النهائية التي تبقى محفورة في اذهان المشجعن ومحبي عالم المستديرة، وطبعاً في سجلات التاريخ، بغض النظر عن الاداء والفرص الضائعة. من هذا المنطلق، نتابع سلسلة المقالات التي بدأناها منذ العام 2000 للاضاءة على لحظة هامة أو مفصلية في كل مباريات نهائية، كانت كفيلة بتغيير النتائج والتاريخ، اكانت فرصة ضائعة او خطأ تحكيمي او تبديل خاطئ او إصابة أحد اللاعبين أو غيابه عن المباراة النهائية ... وسنتوقف في ما يلي عند أهم نهائيين شهدهما عام 2014، وهما نهائي كأس العالم ونهائي دوري أبطال أوروبا.

· ​ألمانيا​1- ​الأرجنتين​ صفر( ملعب ​الماركانا​ في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية / الحكم الدولي الإيطالي ​نيكولا ريتزولي​ ):

بعد طول انتظار، أحرزت ألمانيا اللقب العالمي عقب غياب استمر 24 عاما بعدما تخطت منتخب الأرجنتين بهدف فتاها الذهبي ماريو غوتزه في الوقت الإضافي. الهدف كان كافيا لمنتخب ألمانيا من أجل حسم اللقب، لكن اللقاء شهد محطتين هامتين عند الدقيقة 20 من الشوط الأول والدقيقة 97 من الشوط الإضافي الأول كانتا كفيلتين بتغيير مجرى اللقاء ونقل اللقب الى احضان الارجنتين التي تنتظره ايضاً منذ العام 1986. فماذا حصل في تلك الدقيقتين ؟؟

ربما من الطبيعي أن يضيع أحد المهاجمين فرصة أمام المرمى لكن عند الدقيقة 20، إنفرد مهاجم منتخب الأرجنتين ​غونزالو هيغواين​ بمرمى الحارس نوير دون أي رقابة، فانطلق بهدوء ولكنه بغرابة، سدد الكرة خارج الخشبات الثلاث مضيعا على منتخب بلاده فرصة التقدم بوقت مبكّر. أما الدقيقة 97، فشهدت اضاعة فرصة ارجنتينية اخرى كانت ستغيّر مجرى حياة لاعبي التانغو وبالاخص ليونيل ميسي، لانها كانت كفيلة باحتضان كأس العالم، فمن غير المتوقع ان يتمكن اي منتخب من تسجيل او التقدم على منتخب آخر بعد تلقيه هدفاً في هذا التوقيت. فقد سيطر اللاعب ​بالاسيو​ على الكرة وانفرد تماما بالحارس نوير، وبدلا من أن يودعها بهدوء الشباك قرر لعبها ساقطة من فوق الحارس لكن المحاولة فشلت، وفشلت معها الارجنتين في التتويج باللقب للمرة الثالثة في تاريخها.

· ​ريال مدريد​ الإسباني 4-1 ​أتلتيكو مدريد​ الإسباني ( ملعب دا لاوز في مدينة لشبون البرتغالية / الحكم الدولي الهولندي بيورن كيبيرز ):

أحرز ريال مدريد اللقب الأوروبي بعدما فاز على غريمه أتلتيكو مدريد 4-1. لكن الفريق كان متأخرا 1-صفر حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة، واعتقد الجميع بأن الأمور ذاهبة لفوز أتلتيكو باللقب، لكن سيرجيو راموس مدافع الريال كان له رأي آخر حيث سجل هدفا رأسيا من كرة ركنية قلب به المعطيات رأسا على عقب، وجرّ المواجهة إلى شوطين إضافيين حسمهما الريال لمصلحته 4-1. نقطة التحول في هذه المواجهة إذا كانت عند الدقيقة 90+4، حيث ارتقى راموس دون أي رقابة دفاعية، وأودع الكرة الشباك، ولكن من يتحمل مسؤولية ذلك بالدرجة الأولى كان لاعب الفريق البرتغالي تياغو المكلف بمراقبة راموس. وتخلى تياغو عن مهمته طوعاً وفشل في منع لاعب الملكي من معادلة النتيجة، حيث وقف خلفه بدل مضايقته من الامام ومنعه من الوصول الى الكرة، وهذا خطأ لاعب مبتدىء وليس محترفاً من طراز تياغو، وقد كلف فريقه غالياً، أي خسارة اللقب لأنه لو مرت الكرة الركنية بسلام لكان الحكم بعدها سيعلن عن نهاية المباراة وانتقال اللقب الى الفريق المدريدي الآخر.