حتى ساعات متأخرة كان البعض يعتبر خبر وجود ​مينو رايولا​ وكيل أعمال اللاعب ​ايرلينغ هالاند​ برفقة والد الاخير في اسبانيا مجرد "كذبة نيسان"، لكن من الواضح ان ساعة رحيل اللاعب النروجي عن بوروسيا دورتموند قد حانت على الرغم من ان عقد المهاجم الشاب مع الفريق الألماني ينتهي في صيف العام 2024.
من المؤكد ان دورتموند ومنذ التعاقد مع اللاعب قبل موسمين، كان يدرك جيداً انه غير قادر على الاحتفاظ بابن العشرين عاماً لوقت طويل، خاصة وان هالاند لم يكن بحاجة لمن يمنح له الفرصة من اجل الانتقال الى احد الاندية الكبيرة في اوروبا بعدما لعبت الارقام المبهرة التي يظهرها اللاعب الدور الأبرز في تقديمه كواحد من افضل اللاعبين الشباب في العالم في الوقت الحالي.
من هنا، يمكن اعتبار الزيارة التي قام بها رايولا ووالد اللاعب الى برشلونة ومدريد، بداية رسم خارطة "طريق" انتقال اللاعب مع نهاية الموسم الحالي، بعدما اصبح النادي الالماني عاجزاً عن اقناع اللاعب بالبقاء موسماً آخر في ظل المستوى المتصاعد للنجم النروجي، والفرصة الكبيرة التي يملكها من أجل الانتقال الى الكتالوني او الملكي في الموسم المقبل.
ربما يسعى رايولا من الآن لتمهيد الطريق أمام انتقال "سلس" لموكله وبأفضل العروض، لكنه لن يكون بمقدوره بالتأكيد تجاهل رغبة اللاعب بالانتقال الى ​ريال مدريد​، لذلك يمكن اعتبار زيارته الى برشلونة وتسريب صور الوصول برفقة أحد المقربين من رئيس النادي الكاتالوني خوان لابورتا بمثابة ورقة ضغط على النادي الملكي والتي قد لا تكون الوحيدة، حيث من المتوقع ان يظهر رايولا ووالد اللاعب في أماكن أخرى ترغب بضم اللاعب وتحديداً في مانشستر سيتي النادي السابق لوالد هالاند.
لكن بغض النظر عما يفعله رايولا، فإن التساؤلات تبدو كثيرة عما اذا كان برشلونة قادراً على ضم هالاند في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها النادي وفي ظل الحاجة الماسة لتجديد عقد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الا ان التعاقد مع المهاجم النروجي سيشكل من دون أدنى شك "رافعة" هامة لعملية تجديد عقد ميسي، ومع ذلك فإن كل ذلك سيتوقف على ما سيوفره لابورتا من سيولة مادية.
في المقابل، يلعب رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز ورقة هالاند بذكاء من خلال الدعوة لجمعية عمومية مبكرة ستُعيده رئيساً لريال مدريد بميزانية أكبر ستخوله التفاوض بقوة على ضم اللاعب النروجي، وربما أيضا الفرنسي كيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان.
يبقى القول ان نهاية الموسم الحالي ستشهد الكثير من المفاجآت في سوق الانتقالات، لذلك فإن "قنبلة" هالاند حالياً لن تكون الأخيرة، لكن مفعولها ونتائجها هي التي ستتصدر العناوين وتعيد رسم خارطة جديدة للاندية الاوروبية الكبيرة.