تأهل ​ريال مدريد​ الإسباني إلى الدور ربع النهائي من ​دوري أبطال أوروبا​ لكرة القدم بعدما جدد فوزه على ​أتالانتا​ الإيطالي في مباراة الإياب في اسبانيا. وبدا واضحاً ان مدرب الريال زين الدين ​زيدان​ تعلّم الدرس الذي احرجه في ايطاليا وجعله يفوز بهدف يتيم في المرحلة الاخيرة من المباراة رغم النقص العددي للفريق الايطالي، فغيّر أقفال خطوط الملكي الدفاعية والوسطية، وفرض ايقاعه الخاص على المباراة.

أتالانتا بدأ المباراة بضغط كبير وسعى، كما هو متوقع، إلى خطف هدف مبكر، بينما حاول ريال مدريد حصر اللعب في منطقة وسط الملعب ثم شيئا فشيئا بدأ بفرض سيطرته على مجريات اللقاء. ولجأ أتالانتا الى الضغط العالي لكسب الكرة، واعتمد مدربه ​جان بييرو غاسبيريني​ على الرسم التكتيكي 3-4-2-1 مع ​لويس مورييل​ كرأس حربة. في المقابل، لعب زيدان بأسلوب 3-5-2 مع ​فينيسيوس جونيور​ و​كريم بنزيما​ في خط الهجوم. لكن الريال بدا الفريق صاحب الشخصية الأقوى في خط الوسط. ولكن اندفاع الفريق الإيطالي كان سيفا ذو حدين، إذ استفاد الريال من المساحات الدفاعية الايطالية، ما سمح لبنزيما في تسجيل هدف عند الدقيقة 34 مستغلا خطأ من الحارس الإيطالي. وحاول أتالانتا استيعاب الوضع فتحرك عبر طرفي الملعب وحاول تسريع إيقاعه الهجومي لكن إنضباط الريال الدفاعي منع الفراغ، لينتهي الشوط الاول بطريقة ملكية.

الشوط الثاني:

بين الشوطين، قام مدرب أتالانتا بإخراج باسيليتش وإدخال ​زاباتا​ مع التحول لطريقة اللعب 3-4-3 لكن الريال بقي الطرف الأفضل في خط وسط الملعب حيث استمر في لعبه الهجومي المنظم مع دور جيد لثلاثي خط الوسط في ربط الخطوط. واضطر غاسبيريني الى اجراء تبديل ثان بعد إصابة غوسينز فدخل مكانه ​إيليستش​. مشكلة أتالانتا كانت في خسارته المتكررة للكرات في الوسط، فعمد الريال الى بناء الهجمات العكسية بشكل فعال ادت الى حصوله على ركلة جزاء ترجمها قائد الفريق ​سيرجيو راموس​ لهدف ثان عند الدقيقة 60. بعدها دفع مدرب أتالانتا بثالث أوراقه مع خروج تولوي ودخول بالومينو، فيما أخرج زيدان راموس وأدخل ميليتاو ثم أتبعه برودريغو مكان جونيور. وتراجع الملكي للخلف بعد ارتياحه للنتيجة، وحصل الفريق الإيطالي على بعض الكرات الخطرة عبر تحرك جيد من الأطراف، لينجح مورييل في تسجيل هدف تقليص الفارق عند الدقيقة .83 لكن الريال رد بشكل سريع بعد دقيقة واحدة وسجل هدفا ثالثا عبر أسينسيو بعد دقيقتين من دخوله بدل فالفيردي، لتنتهي الأمور ليعلن الريال انتقاله إلى الدور ربع النهائي.

ملاحظات عامة:

تحكم زيدان بالمباراة من بدايتها حتى نهايتها واختار الإيقاع المناسب لها في الهجوم والدفاع، كما نجح في عزل الخط الهجومي لأتالانتا والسيطرة على وسط الملعب، لتسير الامور وفق ما رسمه. ولا يجب اغفال اهمية إنهاء الشوط الاول بالتقدم بهدف لاراحة الاجواء وتخفيف الضغط عن كاهل اللاعبين.

حاول مدرب أتالانتا عدم الإستسلام وسعى إلى بدء المباراة بشكل ضاغط، لكن الفريق افتقد الى الفاعلية الهجومية مع غياب الأفكار الواضحة، في ظل عشوائية في اللعب. والكارثة كانت في الأخطاء الدفاعية التي ساعدت الريال على تسجيل هدفين في أول ساعة من اللقاء، ما صعّب كثيرا من مهمة الفريق الإيطالي في العودة وقلب النتيجة.