عندما قرر ​كريستيانو رونالدو​ مغادرة ​ريال مدريد​، فتح يوفنتوس كل الأبواب من أجل التعاقد مع الدون وتحقيق حلم الفوز ب​دوري أبطال أوروبا​، لكن وعلى مدى ثلاثة مواسم كان الفريق الإيطالي يودّع المسابقة من المراحل الإقصائية المبكرة والتي كان آخرها الخروج على يد ​بورتو​ في ثمن نهائي البطولة هذا الموسم، هذا الأمر دفع فريق السيدة العجوز لإغلاق الباب تلو الآخر بوجه بقاء النجم البرتغالي الى ما بعد انتهاء عقده في يونيو/حزيران 2022.

من الواضح ان مسؤولي النادي الإيطالي لا يرغبون في تحمل المزيد من الخسائر جراء الراتب الذي يتقاضاه كريستيانو رونالدو، خاصة وان اللاعب الأخير حقق في مواسمه الماضية مع اليوفي بطولة الدوري مرتين ومثلهما كأس السوبر، لكن وعلى الرغم من السجل التهديفي الممتاز للدون، إلا ان ما حققه على الصعيد الجماعي ليس بجديد على يوفنتوس الذي يسيطر على الدوري الإيطالي منذ 9 مواسم، لكن العقبة تبقى بدوري أبطال أوروبا الغائب عن خزائن السيدة العجوز منذ ربع قرن.

وإذا كانت مرحلة ما بعد يوفنتوس قد فتحت من الآن، فإن اللافت كانت التسريبات عن محاولة مدير أعماله خورخي منديز إعادته إلى "البيت الأبيض" أي ريال مدريد، بغض النظر ما إذا كان اللاعب البرتغالي على علم بالمحادثات التي أجراها منديز مع مسؤولي الميرينغي أم لا، إلا ان مجرد الإعلان عن الأمر ترك الكثير من علامات الإستفهام حول ما إذا كانت تلك الخطوة قابلة للتحقق.

وباستثناء التصريح الذي أطلقه زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد حول الأمر بقوله "الجميع يعرف قيمة كريستيانو لمدريد لكنه الآن لاعب في يوفنتوس ولا يمكن أن أقول شيء آخر"، فإن من الواضح ان فرص عودة رونالدو الى سانتياغو برنابيو تبدو شبه معدومة إن لم تكن مستحيلة، ليس على الصعيد الجماهيري لكون مشجعي الريال لا يزالون يرغبون بتلك العودة، إنما على الصعيد الإداري، خاصة وان الجميع يعرف الظروف التي خرج من خلالها النجم البرتغالي، لدرجة ان ادارة ريال مدريد لم تفكر حتى بإقامة حفل تكريم لنجم هو الأفضل في تاريخ الفريق الملكي على مر العصور.

أضف الى ذلك ان ريال مدريد الذي يستعد لدخول حلبة الانتقالات المقبلة بقوة من أجل ضم ​كليان مبابي​ او ​آرلينغ هالاند​ والتركيز على اللاعبين الشباب، فإن من المستبعد التعاقد مع لاعب سيبلغ السابعة والثلاثين مع انتهاء عقده مع اليوفي، ومع ما سيكلفه هذا التعاقد من مبالغ طائلة جراء الراتب المرتفع للنجم البرتغالي.

هي معركة "كرامة" قبل كل شيء، فلا ريال مدريد سيقبل بإعادة لاعب تخلى عنه، ولا كريستيانو رونالدو سيجرؤ على هذا الخيار لكونه يعرف ان الخارج من اليوفي "مولود" والعائد الى ريال مدريد "مفقود"!