لم ينته ديربي مدريد وفق ما كان يتوقعه الكثيرون اي لجهة حسم فريق من الاثنين النتيجة لصالحه، اذ اكتفى طرفا العاصمة الاسبانية بالتعادل الايجابي، لتبقى الامور على حالها من التشويق والاثارة في الصراع على الليغا، مع ابقاء الافضلية منطقياً لصالح اتلتيكو الذي يملك مباراة مؤجلة.

وفي مباراة القمة للمرحلة الـ26 من الدوري، استضاف ​اتلتيكو مدريد​ جاره اللدود الريال وحصل كل منهما على نقطة لم تغيّر في مراكز الترتيب، لكنها ابقت الحرارة متقدة في الصراع على اللقب. المدير الفني لأتلتيكو ​دييغو سيميوني​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع لويس سواريز وكوريا في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني ل​ريال مدريد​ زين الدين زيدان بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي روريغو، ​بنزيما​ وأسينسيو في خط الهجوم.

بدأت المباراة بشكل هادئ وسط محاولات لامتلاك خط الوسط، من دون أي اندفاع هجومي غير محسوب. ولكن اتلتيكو خرق الدفاع الملكي في الدقيقة 14 دقيقة عبر لاعبه لويس سواريز بعد هجمة مرتدة منظمة، ليرتاح المدرب دييغو سيميوني الى الخطة التي وضعها والقائمة على اسلوب 4-4-2 ووضع سواريز وكوريا في الامام. بعد الهدف، لم يغيّر زين الدين زيدان خطته (4-3-3) فأبقى بنزيما ورودريغو واسنسيو في الهجوم، وحاول العودة في النتيجة مع التحرك عبر طرفي الملعب وتقدم الأظهرة، والاستعانة بالتسديدات البعيدة المدى والكرات الثابتة، غير ان دفاع الاتلتي تكفل باحباط كل المحاولات، ما اظهر الريال وكأنه مكبّل ودون القدرة على استنباط الحلول.

الشوط الثاني:

حاول الملكي مع بداية الشوط خطف هدف مبكر، معتمداً على أربعة لاعبين في عكس الكرات العرضية هم الظهيرين وكل من كروس ومودريتش. في المقابل، عمد سيميوني الى العب بأمان وادخل نيغيز مكان ليمار ثم فيليكس مكان كاراسكو، ورد زيدان عبر الدفع ب​فينيسيوس جونيور​ وفالفيردي مكان أسينسيو ورودريغو من أجل تنشيط العمل الهجومي وإعطاء فعالية أكبر لأجنحة الفريق الغائبة. وكانت لافتة قدرة اتلتيكو على بناء الهجمات المرتدة واستغلال المساحات كما يجب، واللعب ككتلة واحدة في التقدم والتراجع للدفاع، وهذا ما امّن له الحصول على أكثر من فرصة حقيقية لكن تهور لاعبيه في إنهاء الفرص وتألق حارس المرمى كورتوا افسدا المجهود. الريال لم يقف مكتوف الايدي، وكاد ان يستثمر بعض الفرص التي سنحت له، لكن اوبلاك كان في المرصاد، وابى الملكي الاستسلام، ليعوّض بنزيما عدم ترجمة الفرص التي سنحت له، وتألق في اختراق الدفاع وتبادل الكرة بروعة فاقة مع كازيميرو قبل ان يودعها الشباك ليفرض التعادل عند الدقيقة 88، ولتنتهي المباراة بهذه النتيجة.

ملاحظات عامة:

1-كان السيناريو مثاليا لأتلتيكو حيث تقدم الفريق باكراً، وفرض ايقاعه كما يرغب، لكنه الفريق لم يستغل هذا السيناريو وارتكب بعض الهفوات سواء في غياب عنصر الحسم الهجومي في الهجمات المرتدة او في الخضوع لضغوط الريال التياثمرت هدفاً في الدقائق الحاسمة.

2-لم يقنع الريال كثيراً بأدائه، وبدا انه لا يزال يفتقد العنصر الهجومي الحاسم، وضعف الاجنحة في القيام بدورها كما يجب. لكن ما يحسب للملكي هو عدم الإستسلام والابقاء على الضغط حتى اللحظة الاخيرة، وهذا ما سمح له بتسجيل هدف التعادل ولو انها لم تكن النتيجة التي يطمح إلى تحقيقها الفريق الملكي.