انتهت مباراة القمة في الجولة الخامسة والعشرين من ​الدوري الاسباني​ لكرة القدم، بتفوق برشلونة على ​اشبيلية​ بنتيجة 2-صفر، فانتقم الكتالوني من خسارته مباراة الذهاب في منافسات كأس الملك، وارسل رسالة مفادها انه جاهز ايضاً لمباراة الاياب مع الفريق نفسه.

المباراة التي اقيمت على ملعب اشبيلية شهدت تغييراً في الاستراتيجية المتبعة من المدرب ​رونالد كومان​ الذي اعتمد خطة 3-1-4-2 مع ليونيل ميسي وعثمان ديمبيلي في خط الهجوم، ويبدو ان هذا الامر اتى ثماره بدليل ان اشبيلية الذي اتبع مدربه جوليان لوبيتيغي اسلوب 4-2-3-1 مع ​لوك دي يونغ​ كرأس حربة صريح، لم يستطع التأقلم مع الطريقة الجديدة للبرسا. وسيطرالكتالوني على الشوط الاول للمباراة بشكل تام في خط الوسط ما سمح لمهاجميه التحرك بحرية وتشكيل خطورة دائمة على المرمى، فيما كان إشبيلية يتمركز في خط وسط ملعبه ويحاول ابعاد برشلونة عن مرماه. البداية استمرت هادئة مع وجود بعض المساحات في الخط الدفاعي لإشبيلية نتيجة تقدم اللاعبين لخط الوسط والضغط العالي ،ما سمح لميسي باستغلال هذه المساحات وإهداء تمريرة بينية مميزة لديمبيلي نجح في تحويلها الى هدف عند الدقيقة 29. بعدها، لم يكن إشبيلية قادرا على الوصول لمناطق برشلونة مع استمرار ضياع الفريق في خط الوسط وفقدانه للكثير من الكرات نتيجة التباعد مع خط الدفاع، ليبقى برشلونة الطرف الأفضل في اللقاء مع تراجع ميسي الى خط الوسط ولعبه دور الممرر خاصة مع تقدم الظهيرين ألبا وديست للقيام بالزيادة العددية من الأطراف لتبقى النتيجة على ما هي عليه مع انتهاء الشوط الاول، دون تسجيل اي تسديدة على مرمى برشلونة.

الشوط الثاني:

بين الشوطين، قام لوبيتيغي بثلاث تغييرات دفعة واحدة فأخرج كلاً من الحدادي، غوميز وكارلوس ودفع بالثلاثي رقيق، سوسو والنصيري لتفعيل العمل الهجومي للفريق، والتحول للرسم التكتيكي 3-4-3. وحاول إشبيلية فرض ايقاعه بينما استمر برشلونة في استغلال المساحات مع هجمات مرتدة منظمة شكلت خطورة على مرمى إشبيلية. عندها، استنفذ المدرب تغييراته وادخل توريس ورودريغيز مكان دي يونغ وراكيتيتش. ورد كومان عبر اعتماد أراوخو مكان بيكيه ثم موريبا مكان بيدري ليستمر برشلونة في السيطرة ليضيع اكثر من فرصة تصدى لها الحارس بونو. وعلى الرغم من بعض المحاولات الخجولة لاشبيلية عبر الكرات العرضية وتحديدا من الجهة اليمنى مع نشاط نسبي من قبل سوسو ونافاس، تمكن ميسي من حسم الأمور عند الدقيقة 85 بتسجيله الهدف الثاني الذي انهى فعلياً المباراة.

ملاحظات عامة:

1-تمكن كومان من التعامل مع المباراة بشكل جيّد مع تغيير الرسم التكتيكي من البداية إلى 3-1-4-2 مع تحركات ضمنت له السيطرة على الوسط وهو المنطقة الأكثر فعالية، كما كان دور ميسي لافتا فهو وفق الخطة لعب مهاجما لكنه كان صانع اللعب ومرّت عبره كل محاولة هجومية للفريق، وقد برع في هذا الدور مع مساندة جيدة من خماسي خط الوسط.

2-لم يكن لوبيتيغي قادرا على مجاراة إيقاع الخصم أو إيجاد الحلول في منطقة خط الوسط رغم تطبيقه للضغط العالي والذي أضر الفريق وكشف الخط الدفاعي بشكل كبير، ورغم المحاولات بين الشوطين لتغيير طريقة اللعب مع كثافة عددية أكبر في خط الوسط، لكن الأمور لم تحمل أي جديد وسط معاناة حقيقية من الحد من خطورة ميسي، أو في المقابل إيجاد الحلول الهجومية التي كانت تقليدية ومكشوفة من مدافعي برشلونة.