يمكن اعتبار ​يورغن كلوب​ المدرب الأنجح في تاريخ ليفربول الحديث، لأن ما فعله الألماني منذ توليه تدريب الريدز في عام 2015 لم يتمكن أي مدرب من تحقيقه، إذ ان مشجعي الفريق الإنكليزي ممن هم في الثلاثين من عمرهم وما دون، لم يتمكنوا من رؤية فريقهم يتبوأ منصة التتويج في ​الدوري الإنكليزي لكرة القدم​، بعدما نجح كلوب في تحقيق ما عجز عنه كل مدربي الفريق منذ عام 1990.

وفي الوقت الذي كان فيه ليفربول يصارع من أجل حجز مقعد أوروبي، بات الريدز احد أقوى وأشرس المنافسين سواء في البريمييرليغ أو ​دوري أبطال أوروبا​ بفضل الألماني، لكن هذا الأخير وجد نفسه "وحيداً" هذا الموسم يصارع ويكافح الظروف والإصابات وهو ما تسبب بحلوله في المركز السادس برصيد 40 نقطة متأخراً عن مانشستر سيتي المتصدر بفارق 19 نقطة.

وعلى الرغم من كل الظروف التي يمر بها ليفربول في الموسم الحالي، إلا ان أحداً لا يمكن ان ينكر التأثير الكبير الذي تركه قدوم يورغن كلوب على الأنفيلد، وهذا ما يحاول مسؤولو ​الاتحاد الألماني لكرة القدم​ الاستفادة منه، خاصة في ظل الأنباء الصحفية التي تحدثت عن إمكانية مغادرة كلوب لليفربول قبل نهاية عقده عام 2024، من أجل تولي تدريب المنتخب الألماني عقب كأس العالم 2022 خلفاً للمدرب يواكيم لوف.

من الواضح ان يورغن كلوب لا يحتاج إلى مقدمات من أجل تولي تدريب المانشافت، كما انه الأجدر لتولي هذا المنصب بعد الإنجازات الكبيرة التي حققها مع ليفربول، لذلك لايختلف أحد على انه الأنسب لهذه المهمة بعدما تحول المنتخب الألماني في الآونة الأخيرة الى منتخب عادي بسبب فلسفة لوف العقيمة والتي تركت المانشافت فريسة لهزائم كبيرة من هنا وهناك.

من المؤكد ان تولي كلوب مهمة تدريب المنتخب الألماني سيُحدث نقلة نوعية سواء في الاداء او التكتيك، كما ان فلسفته ستعيد من دون أدنى شك البريق للمانشافت الذي اكتفى بلقبي كأس العالم وكأس القارات على مدى 15 عاماً تحت قيادة لوف، وهو بات بحاجة ماسة الى هذا التغيير واضفاء روح قتالية لطالما افتقدها مؤخراً، وسيجدها بالتأكيد تحت قيادة يورغن كلوب.

ربما يفضل الكثير من الألمان تولي هانز فليك مدرب بايرن ميونيخ تلك المهمة، لكون الاخير حقق ستة ألقاب مع الفريق البافاري مؤخراً، ويدرب فريقا معظم عناصره يلعبون للمنتخب على عكس كلوب، الا ان الخبرة الواسعة التي يتمتع بها مدرب ليفربول الحالي قد تمهد له الطريق من أجل احداث ثورة داخل صفوف المنتخب الألماني قد تمهّد بعد سنوات لخوض فليك تلك المغامرة.!