قام ​ريال مدريد​ بما عليه وعاد من ملعب بيرغامو الايطالي بفوز مهم على ​اتالانتا​ ضمن ذهاب دور الستة عشر من ​دوري أبطال أوروبا​، الا ان الاداء لم يكن مقنعاً، وبدا الملكي وكأنه يفتقد الى انياب هجومية لطالما اعتز بامتلاكها وجعلت منه فريقاً خطيراً بكل المعايير. وكاد اتالانتا ان يحرج الريال بشكل كبير لولا الهدف اليتيم الذي سجله الفريق الاسباني وضمن له النقاط الثلاث للمباراة.

حاول المدرب زين الدين زيدان تقديم شكل جديد للفريق بادخال بعض الدم الجديد وفق خطة 4-3-3 مع أسينسيو، إيسكو وفينيسيوس جونيور في خط الهجوم. وكانت ربع الساعة الاولى حماسية تخللها هجمات متبادلة ومنازلة قوية في خط الوسط، اذ لجأ مدرب أتالانتا ​جان بييرو غاسبيريني​ الى اسلوب 3-4-1-2 مع الثنائي مورييل وزاباتا في خط الهجوم. واصيب الفريق الايطالي بضربة قوية عند الدقيقة 17 تمثلت بطرد لاعبه ​فرولر​ لتنقلب خطط المدرب غاسبيريني رأساً على عقب ويتنفس الريال الصعداء لاعتقاده بأن الافضلية العددية ستعطيه فوزاً سهلاً. انما مع تراجع اتالانتا للخلف وإغلاق المنافذ الدفاعية، تعقدت الامور نسبياً على الريال من الناحية الهجومية، علماً انه سيطر على الميدان وتحكم بإيقاع اللعب بشكل شبه كلي. ورغم هذه الافضلية، عانى الفريق الملكي من بطء في صناعة اللعب الهجومي. وبقي الفريق الايطالي صامدا فيما اضاع لاعبو الريال الفرصة تلو الاخرى، وساء الوضع اكثر عى اتالانتا باصابة المدافع زاباتا ودخول باساليتش مكانه، لتبقى الامور على حالها.

الشوط الثاني:

حاول الريال مع بداية هذا الشوط ضرب خصمه باكراً، واعتمد الاداء الهجومي مع تفعيل العمل من طرفي الملعب عبر الأظهرة، غير ان اتالانتا عزّز تماسكه الدفاعي على حساب الاداء الهجومي، لعدم الرغبة في المجازفة. واجرى الفريقان تبديلين، فدخل بإيليسيتش مكان مورييل من جهة، فيما دخل دياز مكان جونيور من جهة ثانية. وبدا بأن سير المباراة هو في اتجاه واحد، نحو منطقة جزاء أتالانتا حيث كثّف الريال من تحركاته الهجومية رغم غياب الفرص الحقيقية, مع العناد الدفاعي الايطالي، دفع زيدان بأريباس ودورو مكان أسينسيو وإيسكو لينجح الريال بعد ضغط جيد، من تسجيل هدف الفوز عبر تسديدة متقنة من ​ميندي​ عند الدقيقة 86، كان كافياً لتحقيق فوز هزيل وتجنيب زيدان الاحراج.

ملاحظات عامة:

1-لا يمكن لوم أتالانتا على الخسارة كونه لعب باكراً بعشرة لاعبين، ويسجّل له الصمود طوال فترة اللقاء لولا خطأ من لاعبي خط الوسط، فتم ضرب خطة المدرب غاسبيريني الذي كان يمنن النفس بالخروج بتعادل في ظل النقص العددي ثم انتظار مواجهة الإياب.ولكن النتيجة تبقى مقبولة ويمكن لاتالانتا العودة في الاياب اذا ما عرف كيف يديرالمواجهة.

2-على الرغم من الفوز ووصول نسبة الإستحواذ للريال إلى 69 % مع 19 تسديدة نحو المرمى، لم يظهر الريال ذاك الفريق الخطر هجوميا، حتى أن الحل في نهاية المطاف أتى من لاعب خط الدفاع. ورفع ميندي الحرج عن المدرب زيدان الذي كان سيقبع في قفص الاتهام لأنه لم يجد الحلول الهجومية رغم التفوق العددي، وهذا يطرح علامات استفهام حول مدى قدرة الريال على تحقيق هدفه المنشود اذا ما استمر بهذا الأداء.