اشتاق الكثيرون لعودة ميلان الى ساحة الإنجازات، وهم استبشروا خيراً بعد المستويات الرائعة التي قدمها الفريق في النصف الأول من الموسم والتي ساهمت بوضعه على القمة بفارق "مهم" عن المنافسين الكبار على لقب السكوديتو ومنهم جاره ​انتر ميلان​ وحامل اللقب في المواسم التسعة الماضية يوفنتوس، حتى خُيّل للبعض ان حقبة التسعينات في طريقها للعودة على يد المدرب ​ستيفانو بيولي​.

لكن هذا التفاؤل سرعان ما انقلب الى مخاوف من تفريط ميلان بما حققه هذا الموسم خاصة في ظل المستوى المتراجع للاعبيه والاصابات التي هزت اركانه ابتداء من بداية هذه السنة، حيث لم يحقق أي انتصار في مبارياته الثلاث الاخيرة في جميع المسابقات، والتي كان آخرها خسارة قاسية أمام جاره اللدود انتر ميلان بثلاثية نظيفة، تركته بعيداً عن الصدارة بفارق اربع نقاط، هي الثانية له على التوالي بعد السقوط أمام ​سبيزيا​.

ربما يعزو المدرب بيولي السبب في هذا التراجع الى العدد التراكمي من الاصابات التي لحقت بالفريق، اضافة الى تعرض البعض منهم للاصابة بفيروس كورنا ومنهم النجم السويدي ​زلاتان ابراهيموفيتش​، لكن في الحقيقة فإن ميلان الذي قدم نتائج مبهرة بداية الموسم وكان الوحيد في أوروبا الذي لم يتعرض للخسارة، أظهر انه بحاجة للكثير من الدعم الفني على أرض الملعب خاصة وان البديل الموجود على دكة الاحتياط لا يوازي بادائه مستوى بقية اللاعبين الاساسيين كما في انتر ميلان او يوفنتوس على سبيل المثال.

اضف الى ذلك انه وعلى الرغم من تسجيل النجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش 14 هدفاً في الدوري حتى الآن، الا ان من الصعب على المدرب بيولي ان يعتمد على لاعب بات قريباً من بلوغ الاربعين كما لو كان في العشرين او الثلاثين، وهو الأمر الذي ظهر في مباراة انتر ميلان الأخيرة، لأن ابراهيموفيتش ربما يكون قادراً على انهاء الهجمة، لكنه بات يفتقر الى الخطوات السريعة على أرض الملعب والتحرك بشكل دائم خلف المدافعين، وهذا أمر لن يستطيع اللاعب السويدي فعله في هذه السن المتقدمة.

من المعروف ان ميلان لم يذق طعم الفوز بلقب الدوري الايطالي منذ 10 سنوات، لذلك لا يمكن لمالكي النادي إيقاف هيمنة يوفنتوس على اللقب المحلي، او منع الجار انتر ميلان من الفوز باللقب هذا الموسم بتشكيلة يغلب عليها الحماس أكثر من الاداء الثابت والاستقرار الفني، لكن كل ذلك لا يمكن ان يتحقق الا بنوعية جيدة من اللاعبين القادرين على الفهم أولاً تاريخ وحاضر هذا النادي العريق.

لم يفقد ميلان الفرصة بعد في تحقيق هذا الأمر والتتويج بلقب الدوري الايطالي، لكن يتعين عليه أولاً تجنب التعثر اما الفرق الصغيرة والفوز على المنافسين الكبار، لكن كل ذلك يحتاج الى ايقاف نزيف النقاط بالدرجة الاولى والعودة الى سكة الانتصارات على الصعيدين المحلي والاوروبي.