لم يكن فوز ​باريس سان جيرمان​ على برشلونة برباعية لواحد في ذهاب الدور ثمن النهائي من ​دوري أبطال أوروبا​ هو الحدث الرئيسي، بقدر ما أعاد الفرنسي الشاب ​كليان مبابي​ تصويب الأضواء نحو نجم رسم كل معالم التألق في سن مبكرة، وأكد عليها بهاتريك في عقر دار الفريق الكاتالوني ليرجح كفة فريقه ببلوغ ربع النهائي قبل مباراة الإياب في البارك دي برانس.

خرج كليان مبابي من الكامب نو محملاً بالإشادات، فيما خرج كثيرون يجرون أذيال الخيبة والمرارة ليس من وقع الخسارة القاسية فحسب، انما لكون ابن الثانية والعشرين كان قريباً من الإنضمام الى برشلونة قبل أربع سنوات مضت،لكن القرارات العشوائية هي التي كانت سائدة آنذاك، وتحولت وجهة النجم الفرنسي الى مكان آخر.

من الواضح ان كرة القدم العالمية دخلت في عصر جديد بعدما بقيت لسنوات طويلة أسيرة لنجمين مبدعين هما الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي ​كريستيانو رونالدو​، هذا العصر بات يملك الكثير من اللاعبين المميزين وفي مقدمتهم مبابي و​هالاند​ و​ليفاندوفسكي​ وغيرهم، لكن التألق الذي عرفه مهاجم المنتخب الفرنسي منذ بداية مسيرته مع موناكو، أثبت ان هذا الإبداع ليس وليد صدفة أو لحظة عابرة، انما مؤشر لولادة نجم جديد سيتربع على عرش العالم عمّا قريب.

يستحق نجم باريس سان جيرمان كليان مبابي ان يكون أفضل لاعب في العالم، خاصة في ظل التصاعد "المخيف" في مستواه والمقرون بسرعة غير طبيعية جعلته الأسرع ربما في الوقت الحالي من بين نظرائه من اللاعبين ممن هم في السن ذاته، لكن ميزة مبابي ربما تفوق الكثيرين في مركزه، فهذا اللاعب وعلى الرغم من اللعب على الجناح الا انه هداف بارع، ويكفي انه قادر على التسجيل في شباك اي حارس وتخطي أفضل المدافعين في العالم.

الكثير من الاسئلة بدأت تطرح منذ انتهاء مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان لعل أهمها المدى الذي يمكن ان يصل اليه كليان مبابي، وعمّا اذا كان قادراً على تخطي كل من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، مع العلم ان الاخيرين عجزا عن قيادة كل من البارشا واليوفي للفوز في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، فيما خرج مبابي مرفوع الرأس ونجماً دون اي منازع.

من المفيد التوقف عن اجراء المقارنات بين كل نجم جديد ومن سبقه وتحديدا ميسي ورونالدو، لكن من المهم ايضاً الا تتوقف تجربة كليان مبابي عند الدوري الفرنسي، لان خروج النجم الشاب للاحتراف في انكلترا او اسبانيا سيعبّد أمامه الطريق نحو مستقبل أفضل وسيمكنه ربما من تخطي تلك المقارنة مع النجمين، كما ان اكتفاء مبابي بالفوز بالبطولات المحلية مع باريس سان جيرمان دون الفوز بدوري أبطال أوروبا، او اتخاذه قراراً خاطئاً بالبقاء مع النادي الباريسي، سيعيقه عن تحقيق طموحاته بأن يصبح أفضل لاعب في العالم.

حتى الآن مازال أمام كليان مبابي الكثير ليحققه وخاصة على الصعيد الأوروبي، لكن ذلك لا يعني ان ما فعلهيمكن تجاوزه، لذلك من المؤكد ان النجم الفرنسي هو احد القادمين الى ساحة النجومبة من بابها العريض، ولن يتأخر كثيرا قبل ان يصبح أفضل لاعب في العالم.