أراد منظمو كأس العالم للاندية في كرة القدم التأكيد على جهوزيتهم لاستضافة ​مونديال قطر​ العام المقبل، من خلال ملاعبهم المترفة التي فتحت ابوابها للجماهير في ظل فقاعة صحية تفاديا لتفشي فيروس كورونا.

وفي ظل حصر الحضور الجماهيري بالمقيمين وحظره على القادمين من الخارج، تركزت الانظار على بروتوكول فيروس كورونا، بعد حالات اصابات عدة في مباريات منطقة الغرب في دوري ابطال اسيا والتصفيات التمهيدية المؤهلة لبطولة أستراليا المفتوحة في كرة المضرب.

وفيما اعتبر الاتحاد الدولي تلك التدابير ناجحة، اختتمت البطولة على وقع اصابة نجم ​بايرن ميونيخ​ الالماني بطل أوروبا ​توماس مولر​ بكورونا، وذلك عشية تتويجه باللقب على حساب تيغريس المكسيكي بطل كونكاكاف.

وبرغم غياب مولر والمدافع جيروم بواتنغ لاسباب عائلية، حسم الفريق البافاري اللقب بتسديدة مدافعه الفرنسي بنجامان بافار.

وارتفعت حالات كورونا في قطر بنسبة 18% في الايام الثمانية للبطولة، مقارنة مع الاسبوع السابق وقد عبّر مسؤولو الرعاية الصحية عن مخاوفهم من موجة ثانية من الاصابات.

وأشارت مصادر طبية لفرانس برس ان إغلاقا جديدا يلوح في الأفق.

وقالت السلطات قبل البطولة ان البروتوكول الصحي الصارم الذي اختبر في نهائي كأس أمير قطر، على غرار مونديال الأندية، يعني أن الحاضرين لديهم 1/10 من خطر الاصابة بالفيروس مقارنة مع غير الحاضرين.

وقد خالف لاعبان من النادي ​الأهلي​ المصري البروتوكول بمصافحة نجم الفريق السابق ​محمد أبو تريكة​ المتواجد على المدرجات، فتم منعهما من خوض مباراة تحديد المركز الثالث ضد بالميراس البرازيلي والتي كسبها بطل افريقيا بركلات الترجيح.

- قيود كورونا -

وقبل انطلاق البطولة شدّدت قطر القيود على حضور الجماهير بنسبة 20% من القدرة الاستيعابية لملعبي أحمد بن علي والمدينة التعليمية البالغة سعتهما 40 ألف متفرج.

لكن بسبب حصول مونديال الاندية على موافقة مسبقة باقامة المباريات أمم 30% من القدرة الاستيعابية للملاعب، سُمح لعدد أكبر من الجماهير بالحضور بحسب ما قال ​ياسر الجمال​ رئيس مكتب العمليات في اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة لمونديال 2022، لوكالة فرانس برس.

كما قال رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جياني إنفانتينو في حديث لفرانس برس "لا يمكن ضمان سلامة المشاركين بنسبة 100%، لكن نقوم بكل ما في وسعنا للاقتراب من هذا الرقم".

واعتبر انفانتينو ان توسيع البطولة لـ24 مشاركا بعد نسخة اليابان المقبلة التي يشارك فيها سبعة أندية، سيساعد في تطويرها.

وللمرة الأولى تطرّق إنفانتينو إلى إمكانية استمرار تدابير مكافحة كورونا حتى مونديال قطر 2022، لكنه اصرّ ان الملاعب ستكون ممتلئة.

واقيمت البطولة في ظل موجة باردة في عاصمة الدولة الخليجية، حيث نزلت الحرارة في المباريات المسائية تحت حاجز العشرين مئوية.

وستقام كأس العالم المقبلة بين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر 2022، عندما تكون ظروف الطقس مشابهة تقريبا.

وحصد ملعبا البطولة على إعجاب المشاركين، علما بان قطر دشّنت ثلاثة ملاعب جديدة بالاضافة الى تجديد استاد خليفة الدولي.

ويتوقع المنظمون ان يتم الانتهاء من بناء الملاعب الاربعة المتبقية في نهاية العام الجاري.

وقد كشف قبل انطلاق البطولة من قبل شركة متعهدة لخدمات المونديال عن اتاحة المشروبات الكحولية في الملاعب القطرية شرط شراء حزم مقصورات الضيافة "هوسبيتاليتي" المترفة.

لكن لم يتكرر هذا المشهد في مناطق المشجعين كما حدث في نسخة مونديال الاندية 2019، وذلك بعد الغاء كل الاحداث المرافقة بسبب تدابير كورونا.

- نكهة مصرية -

وباستثناء جماهير الاهلي المصري التي استغلت السعة المخفّضة على أكمل وجه، لم تنسحب حمى البطولة على اجواء العاصمة القطرية.

كما يؤشر العدد الخجول من الجماهير الى عدم اختبار البنى التحتية للمونديال بشكل جدي.

واثارت مشاركة بايرن في البطولة وقبلها بمعسكرات تدريبية في الدوحة شكوك حقوقيين ومجموعات مدافعين عن حقوق الانسان.

راسل النشطاء العماليون "فير سكوير" في شباط/فبراير الرئيس التنفيذي لبايرن كارل-هاينتس رومينيغه من أجل اتخاذ موقف بشأن قضايا حقوق العمال.

وكتب النادي البافاري سابقا في تقريره السنوي "منذ أصبح بايرن ميونيخ شريكا لقطر" حصلت "تطوّرات إيجابية في حقوق الانسان والعمال".

في المقابل، تصرّ السلطات القطرية على أن منظمة العفو الدولية تقرّ باجراء اصلاحات مجدية على صعيد العمال.

تشمل حدا أدنى جديدا للأجور من المقرر أن يبدأ هذا الشهر والغاء متطلبات الموافقة الادارية لدى تغيير العمال شركاتهم. ولا يزال بعض العمال المهاجرين يشكون من عدم دفع أجورهم وفرض رسوم توظيف غير قانونية.