ربما لم يكن هو الوقت المناسب الذي كان يتمناه الأرجنتيني ​ماوريسيو بوتشيتينو​​ قبل توليه تدريب فريق ​باريس سان جيرمان​ خلفاً للمدرب ​توماس توخيل​، خاصة في ظل النكبات المتتالية التي تعصف بالنادي الباريسي، وفي خضم فترة حافلة بالاستحقاقات المحلية والقارية، لعل أهمها المواجهة أمام ​برشلونة الإسباني​ يوم الثلاثاء المقبل في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.

الاداء المتفاوت لباريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي ما يزال محط امتعاض مشجعي النادي، لاسيما وان الفريق الفائز بسبعة ألقاب في الأعوام الثمانية الماضية، يعاني الكثير قبل حسم مبارياته، وهو ما وضعه في المركز الثالث بفارق ثلاث نقاط عن ليل المتصدر، في وقت ما يزال فيه المدرب بوتشيتينو يبحث عن التشكيلة القادرة على ارساء الاستقرار الفني على أرض الملعب.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فإن الإعلان عن غياب البرازيلي ​نيمار​ والارجنتيني ​أنخل دي ماريا​ عن الموقعة المرتقبة لباريس سان جيرمان أمام برشلونة، سيشكل من دون أدنى شك صداعاً إضافياً للمدرب بوتشيتينو، خاصة وان المواجهة ستقام في الكامب نو وأمام فريق جريح يريد استعادة كبريائه بعد خسارته أمام ​اشبيلة​ في ​كأس اسبانيا​، وهو ما قد يصعّب من مهمة الفريق الفرنسي في مباراة الاياب التي سيغيب عنها نيمار بسبب الإصابة.

يدرك المدرب ماوريسيو بوتشيتينو ان الخروج من دوري أبطال أوروبا من هذا الدور، سيترك الكثير من الآثار السلبية على مشواره مع بطل الدوري الفرنسي، خاصة مع ما تشكله البطولة القارية من هدف أول بالنسبة لمسؤولي باريس سان جيرمان، من هنا فإن غياب كل من نيمار ودي ماريا عن مباراة الثلاثاء هو بحد ذاته مشكلة بالنسبة للمدرب الساعي لترك بصمة مؤثرة في مسيرته مع الباريسيين.

نيمار الذي سجل 13 هدفاً مع باريس سان جيرمان خلال 18 مباراة في جميع المسابقات، يبقى واحدا من اللاعبين المؤثرين في تشكيلة بوتشيتينو، بغض النظر عن مسلسل الاصابات الذي لا ينتهي مع النجم البرازيلي وتحديداً في دوري أبطال أوروبا، لذلك فإن المدرب الارجنتيني أمام معضلة القيمة الفنية لتلك المباراة أمام فريق كبير كبرشلونة، والذي يملك الكثير من المفاتيح القادرة على حسم المباراة.

يبقى القول ان غياب البرازيلي نيمار والأرجنتيني دي ماريا عن مواجهة باريس سان جيرمان وبرشلونة، سيمنح الأخير أفضلية إضافية لكونة يلعب في الكامب نو، وربما فرصة للفريق الكاتالوني من أجل مصالحة جماهيره واعطاء المدرب الهولندي رونالد كومان دفعة معنوية هو بأمس الحاجة اليها في موسمه الاول مع ليونيل ميسي ورفاقه.