لعل العلامة البارزة في النسخة الحالية من ​كأس العالم للأندية​ المقامة في قطر، تمثّل بعودة الجماهير الى المدرجات في بطولة رسمية تحت إشراف ​الإتحاد الدولي لكرة القدم​، بعد غياب طويل بسبب جائحة كورونا والتي بسببها تم تأجيل هذه النسخة من العام الماضي الى هذا العام، لذلك فإن تلك العودة يمكن أن تكون فاتحة خير للبطولات المقبلة.

وبغض النظر عن هوية البطل والسيطرة الأوروبية على منصة التتويج في السنوات السبع الأخيرة، حيث لم تنجح فرق أميركا الجنوبية في الفوز باللقب سوى مرة وحيدة في السنوات الـ13 الأخيرة، وعلى الرغم من ان ​بايرن ميونيخ​ حامل لقب دوري أبطال أوروبا هو المرشح الأول للفوز باللقب هذا العام، إلا ان اللافت يبقى الحضور العربي في الدور نصف النهائي.

لم تغب الفرق العربية عن دور الأربعة في النسخ الثلاث الأخيرة، لذلك فإن تأهل ​الأهلي المصري​ للمرة الثالثة في تاريخه لمواجهة بايرن ميونيخ، هو استكمال لما فعله ​العين​ و​الجزيرة​ الإمارتيين و​الهلال السعودي​ في السنوات الثلاث الماضية، دون ان ننسى أيضا قبل ذلك تأهل ​الرجاء​ المغربي والسد القطري و​النجم الساحلي​ التونسي والإتحاد السعودي، مما يعني ان تلك الفرق قادرة على بلوغ ما هو أبعد من ذلك إذا لم تجعلهم القرعة ضحية لبطل دوري أبطال أوروبا، ولنا في الرجاء والعين خير مثال لكونهما الفريقين العربيين الوحيدين اللذين بلغا المباراة النهائية.

كما لا يمكن ان ننسى المستوى الباهر الذي قدمه الهلال السعودي في النسخة الماضية على الرغم من حلوله في المركز الرابع، لذلك يمكن اعتبار تأهل الأهلي المصري الى الدور نصف النهائي هذا العام، فرصة أخرى لبروز عربي جديد وإن كان الخصم المقبل لا يمكن الإستهانة به خاصة وان الفريق البافاري هو الافضل في العالم في تلك الآونة.

الحضور العربي في السنوات الأخيرة قابله غياب ملحوظ لفرق شرق آسيا عن دور الأربعة، اذ غالباً ما كانت الفرق اليابانية والكورية تسجل اسمها في الادوار المتقدمة وحتى النهائي كما فعل ​كاشيما انتلرز الياباني​ عام 2016 حين خسر المباراة النهائية أمام ريال مدريد بصعوبة بعد تمديد المباراة الى أشواط إضافية.

تبقى الاشارة الى النجاح القطري هذا العام في إتخاذ إجراءات تنظمية أعادت الجماهير الى المدرجات دون أي مشاكل، لتقدم صورة أخرى عن قدرتها لاستضافة الحدث الأكبر في العام الماضي والمتمثل بنهائيات كأس العالم 2022، وهي المحطة التي لا تزال منتظرة من جانب كل المجتمع الدولي لكونها ستكون علامة بارزة ومقدمة لاستضافة دول عربية أخرى لهذا الاستحقاق في السنوات المقبلة.