تجاوزت ثنائية ليونيل ميسي و​كريستيانو رونالدو​ العقد من الزمن، وكانت هي المسيطرة لا بل الطاغية على ما عداها من أحداث في عالم كرة القدم، وساهمت بسيطرة كل من الأرجنتيني والبرتغالي على الجوائز الفردية العالمية والأوروبية، لدرجة أن تأثيرهما الهائل في تلك السنوات لطالما ألغى تألق الكثير من اللاعبين في الفرق الأوروبية المختلفة.

لكم من البديهي القول ان اللاعبين لم يبخلا بأي نقطة عرق أو تألق سواء مع برشلونة حيث النجم ليونيل ميسي، أو في ريال مدريد الفريق السابق للنجم الآخر كريستيانو رونالدو، فكانت البطولات الجماعية التي حققها كل منهما للفريقين الإسبانيين سواء على الصعيد المحلي أو الاوروبي أو العالمي، كفيلة بوضعهما على منصة التتويج كأفضل لاعبين في العالم، وكأسمين ثابتين في كل تشكيلة يضعها ​الإتحاد الدولي لكرة القدم​.

لكن الوضع اليوم اختلف بعد دخول اللاعبين "نادي الثلاثين"، إذ بات تأثيرهما محدوداً بالنسبة لعالم كرة القدم بشكل عام وفريقيْهما بشكل خاص، بعدما خلت الساحة للاعبين قادمين الى ساحة النجومية أثبتوا جدارتهم في المواسم السابقة ومنهم ​روبرت ليفاندوفسكي​، ​كيليان مبابي​، ساديو ماني، ​محمد صلاح​، ​كيفن دي بروين​ وغيرهم من اللاعبين الذين باتت بصمتهم مع أنديتهم أوضح وأبرز من النجمين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.

من هنا يمكن اعتبار غياب البرتغالي كريستيانو رونالدو عن قائمة أول 25 لاعب من حيث القيمة المالية في العالم، وحلول الأرجنتيني ليونيل ميسي في المركز قبل الأخير من القائمة، مؤشراً واضحاً على أننا على أعتاب نهاية مرحلة مشرقة في تاريخ اللاعبين، تلك المرحلة التي قدمت للجماهير واحدة من أمتع فترات كرة القدم وحافلة بكل فصول الإثارة والندية.

يمكن لكل المتابعين في عالم المستديرة أن يلمسوا بداية التراجع في مستوى اللاعبيْن منذ ثلاثة أعوام، لذلك لم يعد بإمكاننا الحديث عن أرقام فلكية في حال اراد رونالدو مغادرة يوفنتوس الى ناد آخر، او رحيل ميسي عن برشلونة نهاية الموسم الى مانشستر سيتي أو باريس سان جيرمان، لأن اللاعب الارجنتيني سيغادر بالمجان بعد انتهاء عقده وبعد ان كان في يوم من الإيام أغلى لاعب في العصر الحديث.

لن يكون ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو آخر لاعبيْن يبدأن "الرحلة الأخيرة"، فقد شهدت كرة القدم منذ انطلاقها نهاية الكثير من الأساطير الذي أثروا الملاعب بإبداعاتهم وفنهم، لذلك لم يعد بإمكان الجماهير العاشقة للبرتغالي أو الأرجنتيني سوى الاستمتاع بآخر اللحظات حتى موعد الإعلان النهائي لهبوط رحلتهما على مدرج الإعتزال!.