بعد أسبوعين من الحجر المضني داخل غرفهم الفندقية، يرتقب أن يخرج نجوم كرة المضرب إلى الحرية خلال الأيام المقبلة، للدخول في سباق مع الزمن أملاً في استعادة كامل لياقتهم قبيل استئناف موسمهم الذي فرمله فيروس كورونا المستجد.

تم عزل 72 لاعباً في غرفهم الفندقية لمدة أسبوعين بعد اكتشاف حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد على 17 رحلة طيران مؤجر أقلتهم إلى البلاد، فيما سمح لآخرين بالخروج من غرفهم لمدة تصل إلى خمس ساعات يومياً للتدريب في ظل ظروف خاضعة لرقابة صارمة، وتمتع كثيرون بامتيازات أخرى.

لكن ثبوت ثماني إصابات بكوفيد-19 من بين أكثر من ألف لاعب ومدرب ومسؤول وصلوا إلى أستراليا الخالية من الفيروس إلى حد كبير، تسبب بحالة من الفوضى في استعدادات الآخرين.

تم حجز اللاعبين في غرفهم الفندقية في ملبورن، وأجبروا على التدريب فيها عبر ضرب كراتهم بالجدران والفرش وممارسة الرياضة بما وجد، ما أثار شكاوى حيال الظروف الصعبة.

لكن المحنة على وشك الانتهاء، إذ يتوقع أن يبدأ هؤلاء بالخروج إلى الحرية اعتباراً من مساء الخميس، ويلحق بهم آخرون تدريجياً استناداً إلى مواعيد وصول رحلاتهم، لضمان خضوعهم التام للبروتوكولات الصحية.

تنتظر اللاعبين ست دورات تحضيرية للرجال والسيدات بدءاً من الأحد المقبل، ستقام كلها في "ملبورن بارك" بعدما تم تقليصها إلى أسبوع لتعويض الوقت الضائع في الفترة التي تسبق البطولة الافتتاحية لموسم الغراند سلام في الثامن من شباط/فبراير.

وقال النجم الإسباني رافايل نادال الذي يسعى للفوز بلقبه الحادي والعشرين في البطولات الكبرى ليتجاوز نظيره السويسري روجيه فيدرر الغائب بسبب الاصابة، إنه يشعر بـ"الامتياز" لتمكنه من اللعب نظراً للأزمة التي أنتجها الوباء المستجد.

وقال نادال لشبكة "سي أن أن" الأميركية الأسبوع الحالي "إنه وضع مختلف عن المعتاد، إنه أمر محزن للجميع".

وأضاف "لكن على الأقل نحن هنا، ستكون لدينا فرصة للعب هنا. العالم يعاني بشكل عام، لذلك لا يمكننا الشكوى"، معتبراً أن "اليوم أشعر أننا أشخاص لدينا امتياز، إذ نملك الفرصة لمواصلة أداء وظائفنا".

- نفاذ الصبر -

كان للأميركية سيرينا وليامس التي لا تزال تبحث عن لقب جديد في البطولات الأربع الكبرى لتعادل الرقم القياسي للأسترالية مارغريت كورت بـ24 لقباً، المشاعر نفسها، ووصفت الإجراءات الصحية بأنها "صارمة للغاية"، لكنها أضافت "إنهم يفعلون ذلك بالشكل الصحيح".

وفيما وصل معظم اللاعبين إلى ملبورن، حط نادال ووليامس ونجوم آخرون بينهم الصربي نوفاك ديوكوفيتش الأول عالميا واليابانية ناومي أوساكا الثالثة، الرحال في أديلايد، حيث سيشاركون في مباريات استعراضية الجمعة.

كانوا من بين اللاعبين الذين سمح لهم بالخروج لخمس ساعات يومياً مع إقامتهم في غرف أكبر وأفضل، ما أثار انتقادات حيال معاملتهم التفضيلية.

ويبدأ نادال، الثاني عالميا، موسمه هناك بمباراة من مجموعتين ضد النمسوي دومينيك تيم الثالث، بينما يلعب ديوكوفيتش ضد الإيطالي الواعد يانيك سينر.

وتلتقي وليامس مع أوساكا، فيما تلعب الاسترالية آشلي بارتي الاولى مع الرومانية سيمونا هاليب الثانية.

ويتوجه الجميع بعد ذلك إلى ملبورن حيث سيخوض ديوكوفيتش ونادال وتيم كأس رابطة المحترفين اعتباراً من الثلاثاء المقبل، بعدما تم تقليص الدورة إلى 12 فريقاً عوضاً عن 24.

وتلعب بارتي وويليامز وهاليب وأوساكا في دورتي جيبسلاند ويارا فالي، بدءاً من الأحد.

وتقام دورة ثالثة، هي كأس غرامبيز، يوم الأربعاء، وهي مخصصة للاعبين الذين خضعوا للحجر المشدد ولم يتمكنوا من التدريب على الإطلاق، بينهم الفائزتان ببطولة أستراليا المفتوحة سابقاً البيلاروسية فيكتوريا أزارنكا والألمانية أنجليك كيربر.

غابت بارتي لنحو عام عن المسابقات بعدما اختارت عدم السفر بسبب الوباء، لكنها أشارت إلى أنها تتوقع العودة سريعاً إلى المنافسة.

وقالت إن "الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة الماضية، كانت نوعاً من نفاذ الصبر، كحكة في الجلد للاستعداد للعب مجدداً".

لكنها أضافت أنها "كانت فترة تحضيرية طويلة (...) وبالتأكيد أنا جاهزة الآن. لا أطيق الانتظار حتى أكون هناك، وكلاعبين علينا أن نكون في غاية الامتنان والتقدير للفرصة التي حصلنا عليها للعب".

وفيما لم يشارك بعض كبار النجوم بعد هذا الموسم، خاضت لاعبات منافسات دورة أبو ظبي المفتوحة وتوجت بلقبها البيلاروسية أرينا سابالينكا السابعة عالميا، ولاعبون دورة أنطاليا المفتوحة وفاز بها الأسترالي أليكس دي مينور.

وظفر البولندي هوبرت هوركاش بلقب دورة ديلراي بيتش، وهي الوحيدة التي أقيمت حتى الآن في العام الحالي.