ربما لم يكن ينقص ليفربول حامل لقب الدوري الإنكليزي خروجه من ​كأس أنكلترا​ على يد مانشستر يونايتد، لكي يكتمل مسلسل المصاعب التي يعاني منها هذا الموسم والذي تسبب بنكسات كثيرة تجلّت بخروجه أيضاً من كأس رابطة المحترفين على يد أرسنال، وحلوله رابعاً في البريمييرليغ بفارق ست نقاط عن فريق الشياطين الحمر المتصدر.

بعد خسارة الريدز أمام بيرنلي أطلق المدرب ​يورغن كلوب​ تصريحاً اعتبره كثيرون مبالغ فيه عطفاً على الظروف التي يمر بها الفريق، فالمدرب الألماني الذي اعتبر الهزيمة بداية لعودة فريقه الى الحياة، كان مخطئاً بالطبع خاصة وان كل من تابع اللقاء أمام مانشستر يونايتد أدرك ان مكامن الخلل في الفريق الأحمر ليست فنية فحسب والتي تجلت باصابة خط الدفاع بأكمله وفي المقدمة فان دايك والعديد من اللاعبين الآخرين، إنما أمور أخرى تحدث خارج أرض الملعب.

من الواضح ان الاستياء الذي أبداه يورغن كلوب تجاه عدم الاستجابة لطلبه بالتعاقد مع قلب دفاع، والتوتر الذي يحدث في غرفة الملابس جراء عدم تقبل اللاعبين للانتقادات التي يتعرضون لها ومنهم النجم المصري ​محمد صلاح​، تركت الكثير من الآثار السلبية على وضع الفريق "المنهك" أصلاً على الصعيد الفني، وأعادته الى الوراء في سلم ترتيب الدوري الإنكليزي في أسوأ مستوى للريدز منذ ثلاثة أعوام.

الكثير من المشاكل الفنية وجدها يورغن كلوب في مسيرة الدفاع عن لقب ​الدوري الانكليزي​، لعل ابرزها الاصابات الكثيرة التي ضربت أعماق الفريق وتحديدا في خط الدفاع، أضف الى ذلك تراجع مستوى الثلاثي الهجومي محمد صلاح، ساديو ماني و​فيرمينيو​، ويكفي القول ان الريدز لم يحقق اي انتصار في المباريات الخمس الأخيرة من الدوري الإنكليزي، كما انه تعرض لثلاث هزائم وسبع تعادلات مما يعني حسابيا ان ليفربول خسر 23 نقطة في 19 مباراة خاضها حتى الآن في البريمييرليغ.

يخوض يوغن كلوب واحداً من أصعب المواسم منذ قدومه الى ليفربول، وهو ما ترك الكثير من علامات الاستفهام حول ما يمكن ان يحققه الفريق في المسابقتين المتبقيتين له هذا الموسم سواء في الدوري الانكليزي او ​دوري أبطال أوروبا​، خاصة وان الريدز على أبواب سلسلة من المباريات الصعبة لعل أولها مواجهة توتنهام هوتسبير يوم الخميس في الدوري وما سيليها من لقاءات ستجمعه مع وست هام وبرايتون ومانشستر سيتي وليستر سيتي قبل مواجهة لايبزيغ الألماني في دوري الأبطال، مما يعني ان المدرب الألماني أمام امتحان صعب، لان جمهور ليفربول لم يعد يتحمل المزيد من التعثر وان كان كلوب لا يتحمل كل المسؤولية عما وصل اليه حال الفريق.

باختصار، فإن عودة ليفربول الى السنوات العجاف سيضر بالتأكيد بصورة المنافسة في الدوري الأنكليزي، ويكفي القول ان ما فعله يورغن كلوب منذ وصوله الى النادي أعاد للأذهان مسيرة طويلة وحافلة من الانجازات لناد كان وسيبقى أحد كبار انكلترا.