ربما يكون فوز يوفنتوس ب​كأس السوبر الإيطالي​ أكثر شيء احتاجه المدرب ​أندريا بيرلو​ في موسمه الأول مع السيدة العجوز، وفي باكورة مسيرته التدريبية مع بطل الدوري الإيطالي، بعد أشهر من توليه المهمة خلفاً ل​ماوريسيو ساري​ ترك خلالها انطباعاً "غير مشجع" عمّا يمكن أن يحققه لفريق فرض هيمنته على الساحة المحلية لفترة تسعة أعوام كان طوالها بطلاً متوجاً للسكوديتو، وفائزاً أكثر من مرة ببقية الألقاب المحلية الأخرى.

وعلى الرغم من كوكبة النجوم التي يملكها اليوفي وفي مقدمتها البرتغالي ​كريستيانو رونالدو​، إلا أن قلة خبرة بيرلو التدريبية سرعان ما ظهرت في موسمه الأول، وهو الموسم الذي تعرض فيه يوفنتوس للكثير من الإهتزازات في الدوري المحلي تسببت بحلوله في المركز السادس بفارق عشر نقاط عن ميلان المتصدر مع العلم انه يملك مباراة مؤجلة.

ولعل الخسارة التي مُني بها فريق السيدة العجوز في مباراته الأخيرة في الدوري أمام ​انتر ميلانو​ أحد المنافسين على اللقب هذا الموسم، طرحت الكثير من علامات الاستفهام حول الحلول التي يملكها بيرلو في جعبته من أجل الحفاظ على لقب الدوري بنجاح، خاصة وان الفريق الإيطالي افتقد كثيرا هذا الموسم للنجاعة الهجومية وهو ما تجلى بتعادله ست مرات وخسارته مرتين، مع العلم انه كان متأخراً في ثلاث مباريات من اللقاءات الست التي تعادل فيها.

من هنا يمكن اعتبار لقب السوبر الإيطالي بمثابة جرعة أمل للمدرب بيرلو في معركته مع الذات والتحدي الذي يخوضه للمرة الأولى رغم كل النكسات، لكنه لا يلام على ضعف خبرته التدريبية لأن من أختاره لتلك المهمة كان يدرك ذلك، ويدرك أيضاً أن ما يتمتع به بيرلو من شخصية وتاريخ عريق يمكن ان يكونا عاملاً مساعداً في سد الثغرات الفنية التي يفتقدها والتي قد يعوضها تواجد العديد من النجوم في الفريق.

من الواضح ان لقب السوبر الإيطالي سيمنح يوفنتوس ومدربه اندريا بيرلو دفعة معنوية للأمام هو بأمّس الحاجة لها في معركته المحلية، وأيضا في مشواره الأوروبي حيث سيلتقي بورتو البرتغالي في دور الستة عشر من ​دوري أبطال أوروبا​، لكن بيرلو الوحيد من الجيل الفائز بكأس العالم 2006 الذي يتوج بلقب كمدرب، بحاجة الى تعلم المزيد من التجارب التي يمر بها مع الفريق، لأن الاكتفاء بدور "ضابط الإيقاع" فقط داخل غرفة الملابس، لن يمنحه الكثير من الفرص من أجل الصعود الى منصات التتويج هذا الموسم.

لكن من المهم القول ان منح اندريا بيرلو الثقة حتى لو لم يحقق اي ألقاب أخرى هذا الموسم، كفيل بوضعه على خارطة المدربين الذين ينتظرهم مستقبل كبير، لأن العبرة ستكون من دون أدنى شك ما سيحققه ابتداء من الموسم المقبل، مما يعني ان لقب كأس السوبر هو بمثابة "دفعة على الحساب" لما يمكن ان ينتظر عشاق السيدة العجوز مستقبلاً.