لطالما أعتُبرت بطولات كأس السوبر فرصة للفرق الكبيرة من أجل الحصول على ألقاب إضافية في الموسم، خاصة وأن المباراة النهائية للسوبر تجمع دائماً بطلي الدوري والكأس، لكن ومنذ اعتماد نظام جديد ل​كأس السوبر الإسباني​ في العام الماضي بمشاركة أربعة فرق، حملت تلك البطولة الكثير من المفارقات خاصة بعدما اصبحت"مقبرة" للكبار كما حصل هذا العام بخسارة ​ريال مدريد​ وبرشلونة وفوز ​أتلتيك بلباو​ باللقب.

أضفى النطام الجديد لكأس السوبر الإسباني منذ اعتماد تنظيمه من جانب وزارة الرياضة السعودية (أقيم هذا العام في اسبانيا استثنائياً بسبب كورونا)، رونقاً خاصاً على مباريات البطولة والتي اعتمد فيها مشاركة أول وثاني الدوري والكأس في اسبانيا، لا سيما وانه منح فِرَقاً غير الغريمين التقليديين ريال مدريد وبرشلونة الفرصة للمشاركة وحتى انتزاع اللقب، وهو ما فعله الفريق الباسكي هذا العام.

ولعل اللافت هذا الموسم تجسّد بصعوبة المباريات، فلم يفلح ريال مدريد في تخطي أتلتيك بلباو وفقد فرصة التأهل الى المباراة النهائية والدفاع عن لقبه، فيما احتاج برشلونة الى ركلات الترجيح من أجل تخطي ​ريال سوسييداد​ والتأهل الى النهائي، قبل ان يخسر اللقب أمام بلباو "قاهر الكبار" في البطولة، بعد معاناة في الأشواط الأصلية والإضافية انتهت بكارثة تمثلت بخسارة اللقب من جهة وطرد ليونيل ميسي من جانب آخر.

واذا كانت بطولات السوبر تشهد تتويجاً لفائز بأحد ألقاب الموسم، إلا أن كأس السوبر الاسباني خرج عن تلك القاعدة في النسختين الأخيرتين، ففاز ريال مدريد باللقب العام الماضي دون أن يكون بطلاً للدوري والكأس، كما ان اتلتيك بلباو توّج هذا العام أيضاً بدون أي لقب محلي، بعدما تأجلت مباراته أمام ريال سوسييداد في نهائي الكأس بسبب جائحة كورونا.

من الواضح ان تلك المسألة أثارت الكثير من الجدل بحجة عدم أحقية الفائز باللقب لكونه لم يفز بأي بطولة محلية، لكن هذا الكلام سرعان ما يختفي مع القوة التي باتت تتمتع بها كأس السوبر الاسباني، خاصة وانها تحولت الى بطولة منفصلة بحد ذاتها واستجلبت الكثير من الدعم وعقود الرعاية والنقل التلفزيوني، وهو الأمر الذي من شأنه أن يرفع من فيمة البطولة في الأعوام المقبلة.

ومع ذلك فإن الهدف الأول من إقامة تلك البطولة بهذه الطريقة، كان التوقع بأن تجمع المباراة النهائية كل من ريال مدريد وبرشلونة، الا ان هذا الهدف لم يتحقق على مدى النسختين الأخيرتين، لذلك فإن استمرار غيابهما عن موقعة الختام، قد يؤثر سلباً على إمكانية استمرار النظام الحالي من عدمه وهو ما ستفصح عنه النسخات المقبلة من كأس السوبر الاسباني.