يواصل مدير بطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب كريغ تايلي التأكيد بأن أولى بطولات الغراند سلام لهذا الموسم ستقام في موعدها، مع الاقرار بأنه "ليس وضعا رائعا" للاعبين الـ 47 الذين دخلوا في عزل ذاتي في فنادقهم تحضيرا للحدث الذي شهد خروقات "بسيطة لكنها قد تكون خطيرة" من اللاعبين، وتذمرا من آخرين كانوا يفضلون عدم المشاركة لو عرفوا مسبقا بالوضع.

وبات المنظمون السبت في وضع لا يحسدوا عليه بعدما تبين إصابة ثلاثة أشخاص بفيروس كورونا المستجد في رحلتين من أصل 17 رحلة جاءت باللاعبين وطواقمهم الى ملبورن وأديلايد.

وأظهرت الاختبارات الأحد إصابة شخص رابع، عضو في فريق البث، على إحدى الرحلات من لوس أنجليس.

ولا يوجد من بين المصابين الأربعة أي لاعب أو لاعبة، لكن أحدهم كان سيلفان برونو الذي يشرف على تدريب اللاعبة الكندية بيانكا أندريسكو، الفائزة بلقب بطولة أميركا المفتوحة لعام 2019.

وهناك مدرب آخر من بين المصابين الأربعة لكن لم يكشف عن هويته.

تم اعتبار كل شخص على متن الطائرة بأنه مخالط وأمر بعدم مغادرة غرفته في الفندق خلال فترة حجر إلزامية لمدة 14 يوما.

وهذا الأمر يعني أنه لن يُسمح لـ 47 لاعباً ولاعبة بالتدريب لمدة خمس ساعات في اليوم كما تم الاتفاق عليه سابقا خلال التحضير لأولى بطولات الغراند سلام لهذا العام، والمقررة أن تبدأ في موعدها الجديد في الثامن من الشهر المقبل.

ويعتقد أن من بين المخالطين في هذه الرحلات، هناك البيلاروسية فيكتوريا أزارنكا والأميركية سلون ستيفنز والياباني كي نيشيكوري والألمانية أنجليك كيربر، مما سيؤثر كثيرا على استعداداتهم.

وقالت تيلي للقناة التاسعة الأسترالية "كنا نعلم دائما أنه سيكون هناك خطر كبير مع هذا الوباء، ولا يمكنك أبدا أن تكون على يقين"، مشددا "لكن بطولة أستراليا المفتوحة ستمضي قدما وسنواصل بذل قصارى جهدنا لضمان أن نؤمن لهؤلاء اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم في وضع لا يحسدوا عليه، ظروفا مقبولة الى حد ما".

ونفى المنظمون الشائعات التي تحدثت عن حالة إيجابية في واحدة من الرحلتين المتجهتين الى أديلايد واللتين تحملان بعضا من أكبر الأسماء في اللعبة.

- "لفكرت بالأمر مرتين قبل القدوم الى هنا" -

وفي وقت حط معظم اللاعبين في ملبورن، قرر نجوم مثل الصربي نوفاك ديوكوفيتش والإسباني رافايل نادال والأميركية سيرينا وليامس واليابانية ناومي أوساكا، التوجه الى أديلايد الواقعة في جنوب أستراليا.

ووصفت الفرنسية أليزيه كورنيه المتواجدة في ملبورن والتي لم تكن على متن الطائرتين، الوضع بالـ"جنوني".

وغرّدت اللاعبة "قريبا، يتعيّن على نصف لاعبي ​بطولة استراليا​ الخضوع للعزل".

تابعت "أسابيع وأسابيع من التمارين والعمل الشاق ستذهب سدى بسبب حالة كوفيد واحدة ايجابية في طائرة شبه فارغة. عذرا ولكن هذا جنوني".

أما الرومانية سورانا سيرستيا، فتذمرت بالقول "لو قالوا لنا مسبقا بأن هذه هي القواعد، لما شاركت في بطولة أستراليا".

ووافقتها الكازاخستانية يوليا بوتينتسيفا الرأي قائلة "لفكرت بالأمر مرتين قبل القدوم الى هنا".

وأقر تايلي بأن الوضع صعب، لكنه قال إن اللاعبين واللاعبات كانوا على دراية بالمخاطر، مضيفا "لقد أوضحنا الأمر في البداية، ولهذا السبب قسمنا اللاعبين الى مجموعات، وكان هناك دائما خطر في أن يكون أحدهم إيجابيا وبأن يدخل في عزلة لمدة 14 يوما".

وتابع "كان هناك خطر على متن الطائرة من أن يكونوا (اللاعبين واللاعبات) على اتصال وثيق (بمصاب)، وكان هناك خطر أن يكون الجميع على اتصال وثيق".

- مخالفة فتح الباب -

وانتهك بعض اللاعبين قواعد الفقاعة الصحية بفتح أبوابهم.

وحذرت مفوضة الحجر الصحي في ولاية فيكتوريا إيما كاسار بأن المخالفين يواجهون غرامات تصل الى 20 ألف دولار استرالي (15300 دولار أميركي)، ويواجهون احتمال إرسالهم الى فندق آخر مع ضابط شرطة متمركز خارج بابهم.

وكشفت بأن أحد اللاعبين "فتح بابه ليحاول إجراء محادثة مع زميله في التدريب أسفل الردهة"، بينما اشترى لاعب آخر الوجبات الجاهزة لأصدقائه في نفس الطابق "وكان يشيد بجهوده الكبيرة وفتح بابه للقيام بذلك".

وقالت كاسار "إنها أعمالا بسيطة لكنها خطيرة حقا ولا يمكننا تحملها".

وأشار تايلي الى أنه يفعل ما في وسعه للتأكد من أن اللاعبين المتأثرين لديهم معدات تمارين في غرفهم، لكنه أقر بأنهم سيواجهون صعوبة من أجل التحضير لأسبوع من الدورات الاستعدادية التي ستبدأ في ملبورن اعتبارا من 31 كانون الثاني/يناير.

ولدى سؤاله عما إذا كان اللاعبون الـ 47 سيغيبون عن هذه الدورات الاستعدادية، أجاب "لم يتم استبعادهم. من الواضح في هذه المرحلة لن يحصلوا على فرصة الاستعداد في الملعب. إذا كان علينا إجراء بعض التعديلات على الجدول، فسنفعل كل ما في وسعنا لتأمين بيئة أفضل للاعبين".

وبدأ لاعبو النخبة بالوصول الى استراليا الخميس قبل البطولة المقامة عادة في كانون الثاني/يناير وتأجلت للفترة بين 8 و21 شباط/فبراير.

ويتعين على الجميع الخضوع لحجر صحي مدته 14 يوما، لكن كان بمقدورهم اجراء تمارين يومية لمدة خمس ساعات في فقاعات صحية محكمة، قبل سلسلة من الدورات التحضيرية كلها في ملبورن، إلا أن اكتشاف الحالات الإيجابية بين المسافرين سيحول دون ذلك.

وقد أعلن عدة لاعبين غيابهم عن البطولة، على غرار السويسري روجيه فيدرر حامل لقب 20 بطولة كبرى والمتعافي من جراحتين في ركبته، فيما فضل صاحب الارسالات الساحقة الاميركي جون ايسنر عدم السفر بسبب كورونا.

كما جاءت اختبارات حامل 3 بطولات كبرى والمصنف اول عالميا سابقا البريطاني أندي موراي ايجابية ويخضع لعزل منزلي في لندن، ليحوم الشك حول مشاركته. وانسحبت الاميركية ماديسون كيز المصنفة 16 عالميا بعد اصابتها بكورونا.

ووصل النمسوي دومينيك تييم الثالث عالميا دون مدربه التشيلي نيكولاس ماسو المصاب بكورونا، ويغيب عن فريق نادال مدربه النجم السابق كارلوس مويا.