قبل نحو شهر ونصف من الآن، كان ​الدوري الإسباني​ لكرة القدم لا يشبه أي موسم من مواسم الليغا في العقد الأخير، خاصة في ظل وجود الغريمين التقليديين برشلونة و​ريال مدريد​ في مركزين لم تتعود الجماهير الرياضية عليهما، بعدما نجحت الإصابات وجائحة كورونا وكذلك وجود مدرب جديد في البارشا، بتغيير وجهتهما من المقدمة الى فرق الوسط وما دون.

كانت كل الرهانات والإشادات تذهب إلى أتلتيكو مدريد وفرق مثل ​ريال سوسييداد​ و​فياريال​ و​إشبيلية​، لدرجة ان البعض بدأ ينسج توقعات عن احتمال بروز بطل جديد للدوري الإسباني هذا الموسم، في ظل النكسة الفنية التي كان يعاني منها الغريمين التقليديين وتحديداً فريق برشلونة مع تولي المدرب ​رونالد كومان​ المهام الفنية في الكامب نو.

اليوم اختلف الأمر في الليغا وعادت المراكز الثلاثة الأولى لصورتها التقليدية بتواجد أتلتيكو مدريد في الصدارة بفارق نقطة عن ريال مدريد حامل اللقب وأربع نقاط عن برشلونة، لكن فريق المدرب ​دييغو سيميوني​ يملك فرصة الإبتعاد أكثر لوجود ثلاث مباريات مؤجلة في جعبته.

ومع عودة المنافسة الى شكلها الطبيعي في الليغا جراء صحوة ريال مدريد وبرشلونة وتجنب كل منهما الخسارة في المباريات الثماني الأخيرة، فإنه بات بالإمكان القول ان صورة الدوري الإسباني استعادت بريقها المعتاد. وعلى الرغم من ان هذا الأمر لا يعتبر تقليلاً من جدارة بقية الفرق، إلا ان عودة العافية الى الميرينغي والفريق الكتالوني، كفيلة باسترجاع الدوري الاسباني لهيبته التي بدأت بالتراجع منذ رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو الى يوفنتوس الايطالي، وتراجع مستوى ليونيل ميسي بسبب دخوله في مشاكل جانبية مع ادارة برشلونة والتي اثرت بدورها على اداء الفريق على ارض الملعب.

​​​​​​​

ارتفاع حرارة المنافسة في الدوري الإسباني يعود بشكل كبيرلاستعادة برشلونة أنفاسه، خاصة وان ريال مدريد كان قد سبقه الى هذا الأمر وان بقيت نتائجه تتراوح بين الفوز والتعادل، الا ان المدرب زين الدين زيدان أثبت قدرته على التعامل مع المستجدات وفق مقولة "اللعب بمن حضر" ونجح في البقاء ضمن دائرة المنافسة والضغط على جاره أتلتيكو مدريد، لذلك فإن عودة برشلونة الى الانتصارات المتتالية والتي كان آخرها الفوز على غرناطة برباعية حملت توقيع ليونيل ميسي وانطوان غريزمان، أضفت الكثير من الإيجابية على مباريات الدوري الإسباني.

​​​​​​​

اضف الى ذلك ان وجود ثلاث مباريات مؤجلة في رصيد أتلتيكو مدريد لا يعني بالضرورة ان المدرب دييغو سيميوني يعيش في وضع مريح، لأن فريقه سيقع فريسة ضغط المباريات في ظل تأهله ايضا الى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، مما يعني احتمال ارتكاب المزيد من الاخطاء وضياع النقاط والتعرض الى مسلسل قد لا ينتهي من الاصابات.

كل تلك الأمور ستنعكس بشكل إيجابي على برشلونة وريال مدريد من أجل استعادة سباق المنافسة على الصدارة فيما بينهما، وهذا الأمر سيشعل الليغا من جديد ويؤكد بما لا يدع للشك مجالاً ان النكهة الحقيقية والطبيعية للمنافسة في الدوري الاسباني تكمن بوجود ريال مدريد وبرشلونة في القمة دون سواها.