لطالما كان مهاجم ريال مدريد كريم بنزيما مادة مثيرة للجدل سواء داخل الملعب أو خارجه على الرغم من الطابع الهادئ للاعب الفرنسي على أرض الملعب وقلة تسببه للمشاكل، إلا تراجع مستواه قبل سنوات ثم ظهور قضية زميله في المنتخب الفرنسي سابقاً ماثيو فالبوينا واتهامه بدفع أموال لأفراد لابتزاز الأخير من خلال التهديد بنشر فيديو جنسي على الملأ، دفع الكثيرين من أنصار الميرينغي للمطالبة برحيله عن سانتياغو بيرنابيو.
لكن بنزيما بقي صامداً في القلعة البيضاء بدعم من رئيس النادي فلورنتينو بيريز الذي كسب الرهان عليه منذ قدومه عام 2009 وحتى بعد رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو الى يوفنتوس الايطالي، فقد بقي ابن الثالثة والثلاثين العنصر الأول في النادي وحل في العامين الماضيين في المركز الثاني في ترتيب الهدافين خلف نجم برشلونة ليونيل ميسي، دون أن تؤثر فيه عاصفة من هنا او زوبعة من هناك.
اليوم تعود قضية ابتزاز فالبوينا الى الواجهة مع استدعاء بنزيما للمحاكمة في قضية مر عليها أكثر من خمس سنوات، في وقت يبدو فيه ريال مدريد بأمس الحاجة الى "تركيز" نجمه الأول الذي سجل 12 هدفًا، وصنع 5 في 20 مباراة مع الفريق الملكي في مختلف المسابقات هذا الموسم.
ريال مدريد الذي ينافس على صدارة الليغا وتأهل الى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا حيث سيواجه اتلانتا الايطالي الشهر المقبل، قد يكون بغنى عن أي تأثيرات محتملة قد يتعرض لها المهاجم الفرنسي في الفترة المقبلة، خاصة تلك التي تشتت ذهن لاعب لطالما كان ثابتاً رغم تعاقب المدربين على تدريب الميرينغي، لدرجة ان اكثيرين أطلقوا عليه لقب "الحكومة" لتمتعه بدعم غير محدود من بيريز.
لكن من الواضح ان بنزيما بات أكثر نضجاً من قبل، لدرجة ان استبعاده عن منتخب فرنسا بسبب تلك القضية لم يحبطه، فهو قدم اداءً جيداً في السنوات الثلاث الأخيرة، وبإمكانه هذه المرة تخطي تلك الواقعة، بشرط ألا يقع ضحية لحكم قاسِ قد يجعله ينهي مسيرته المظفرة مع ريال مدريد بطريقة لا يرغبها هو ولا عشاق النادي ومسؤوليه وفي مقدمتهم المدرب زين الدين زيدان الذي نجح على مدى السنوات الماضية في استثمار مواطنه بأفضل طريقة.
سيبقى كريم بنزيما واحداً من أفضل اللاعبين الذين مروا على الكرة الفرنسية والأوروبية، وأحد أفضل لاعبي ريال مدريد في الألفية الجديدة، وعليه فإن مشوار بنزيما سيبقى مثمرا في سانتياغو برنابيو طالما ان قضية فالبوينا لن تؤثر على حركته الدؤوبة على أرض الملعب.
