قبل نحو شهر من الآن ومنذ خروج مانشستر يونايتد من دور المجموعات ل​دوري أبطال أوروبا​ على يد لايبزيغ الألماني، اعتقد الكثيرون ان المدرب النروجي ​أولي غونار سولسكاير​ يعيش ايامه الأخيرة في اولد ترافورد جراء النتائج المتواضعة التي يحققها الشياطين الحمر سواء على الصعيد المحلي او الاوروبي.

وقبل شهرين بالتحديد، كان فريق المدرب سولسكاير يحتل المركز الخامس عشر برصيد سبع نقاط من ست مباريات في ​البريمييرليغ​، لكنه اليوم يشارك ليفربول حامل اللقب الصدارة بعدما قدم الفريق اداءاً رائعاً في الآونة الأخيرة ولم يتعرض للخسارة في المباريات السبع الأخيرة التي خاضها في جميع المسابقات.

تحسن اداء الفريق بشكل ملحوظ بعد عودة جميع اللاعبين، وتراجع منسوب الاخطاء الدفاعية وبات من الواضح ان اللاعبين ومن خلفهم المدرب سولسكاير يضعون نصب أعينهم تحقيق الهدف المنشود الا وهو الفوز ببطولة الدوري الانكليزي للمرة الأولى منذ عام 2013، وهو ما ظهر جلياً من خلال التركيز على أرض الملعب، دون ان يعني ذلك وصول الفريق الى الكمال الفني، الا ان النهج تغير كثيرا بعد الراحة الثانية للشياطين الحمر في شهر اكتوبر/تشرين الاول الماضي.

وفي ظل النقص العددي الذي يضرب معظم الفرق الانكليزية إن بسبب الاصابات او جائحة كورونا، فإن باستطاعتنا القول ان مانشستر يونايتد قادر على الاستمرار في صراع البقاء في الصدارة او قريباً منها، بعدما بات أكثر قدرة على استيعاب كل الظروف والتأقلم معها، وهو الأمر الذي لم يكن موجوداً قبل نحو شهرين من الآن ومع انطلاقة الموسم.

التحسن الكبير الذي طرأ على اداء مانشستر يونايتد خلال المباريات السبع الأخيرة، سيخضع للكثير من الاختبارات في المرحلة المقبلة ابتداء من مباراة الجار مانشستر سيتي يوم الاربعاء المقبل في نصف نهائي ​كأس رابطة المحترفين​، وحتى مباراة ليفربول في الدوري في السابع عشر من هذا الشهر، وهي المباراة التي ستعبّد طريق رجال المدرب سولسكاير نحو تكملة المشوار.

لطالما تعرضت ادارة مانشستر يونايتد الى انتقادات بشأن تقاعسها عن اتخاذ قرارات حاسمة، لكن يبدو ان منح المدرب سولسكاير الفرصة قد نجح في إعادة التوازن للشياطين الحمر على الرغم من كل الكلام عن تغييرات مقبلة، والتي قد تشهد على رحيل الفرنسي ​بول بوغبا​ من اولد ترافورد خلال فترة الانتقالات المقبلة، بعد تفعيل النادي لبند تجديد عقده لموسم آخر، مع العلم ان عقده ينتهي بنهاية الموسم الحالي.

من الواضح ان عودة مانشستر يونايتد الى المنافسة المحلية، سيضع البريمييرليغ على نار حامية، خاصة في ظل اقتراب مانستر سيتي ايضا من ركب الصدارة، لكن ذلك سيتطلب المزيد من التركيز من جانب رجال المدرب سولسكاير خاصة وان الموسم لا يزال طويلاً وكل شيء يمكن ان يحدث، لكن الثابت انها الفرصة الأخيرة للمدرب النروجي من أجل اثبات جدارته قبل ان يجد نفسه في مكان آخر.