حين قال البرازيلي ​نيمار​ مهاجم ​باريس سان جيرمان​ انه يريد اللعب مرة أخرى مع ليونيل ميسي نجم برشلونة، وأصر على التأكيد "أنه في الموسم المقبل، سيكون علينا القيام بذلك"، كان هناك شبه يقين من ان هذا الأمر لن يتحقق في الكامب نو، بسبب معطيات كثيرة منها رغبة اللاعب الأرجنتيني في المغادرة مع نهاية عقده الصيف المقبل، وعدم قدرة النادي الكتالوني على التجديد والتعاقد مع نيمار في آن واحد.

اليوم ومع الحديث عن اقتراب الأرجنتيني ماوريسيو ​بوتشيتينو​ من تدريب باريس سان جيرمان خلفاً للألماني توماس توخيل، فإن إمكانية تحقيق هذا الأمر تبدو واردة إلى حد كبير، خاصة وان العلاقة المميزة بين بوتشيتينو وميسي قد تكون الخطوة الأولى لقدوم الأخير الى حديقة الأمراء، سيما وان الرجيلين استهلا مسيرتهما مع ناد واحد هو نيويلز أولد بويز الأرجنتيني، كما ان ليو طالب غير مرة من إدارة برشلونة بالتعاقد مع مدرب توتنهام هوتسبير السابق لثقته بإمكانياته.

من هنا فإن عملية الجمع مجدداً بين البرازيلي والأرجنتيني ربما باتت أكثر واقعية، وهي بمثابة "صفقة القرن" بالنسبة للنادي الفرنسي الساعي لتحقيق الحلم وهو التتويج بدوري أبطال أوروبا، كما أن تلك الصفقة فيما لو تمت، فستكون حديث الإعلام لفترة طويلة من الزمن، خاصة وان قدوم ليونيل ميسي الى باريس سان جيرمان لم يعد بحاجة إلا لـ"كلمة" من اللاعب الأرجنتيني نفسه ودون سواه ودون أي عقبات مالية أخرى.

لكن نجاح بوتشيتينو في اقناع ميسي باللعب في باريس سان جيرمان، سيفرض من دون أدنى شك معايير جديدة على النادي الفرنسي ليس أقلها الاستغناء عن لاعبين وفي مقدمتهم كليان مبابي، واستقدام آخرين وضعهم المدرب الأرجنتيني في قائمته ومنهم هاري كاين من توتنهام وكريستيان اريكسن من انتر ميلانو.

تلك العملية قد تكلف النادي الفرنسي اجراء مراجعة شاملة لنفقاته وخسائره في ظل العين المسلطة عليه من قانون اللعب المالي النظيف، لكنها ستمنح فريق العاصمة القوة اللازمة لتحقيق طموحاته الاوروبية للمرة الأولى، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هذا الأمر في الموسم الماضي.

ومع ذلك فإن وصول ليونيل ميسي الى باريس سان جيرمان "فيما لو حدث" لن يعني بالضرورة ان بوتشيتينو سيصعد مع لاعبيه الى منصة التتويج الأوروبية، لأن "ثنائية" ميسي ونيمار قد لا تكون مفيدة هذه المرة على غرار ما حدث في برشلونة، وذلك لعدة اعتبارات لعل من أهمها ان النجم الارجنتيني سيكون في الرابعة والثلاثين، ومن الطبيعي ان الفارق سيكون واضحاً في ادائه عما كان عليه في قمة عطائه مع الفريق الكتالوني، أضف الى ذلك ان قدرة بوتشيتينو على ضبط تصرفات نيمار لن تكون سهلة على الإطلاق، حيث سيترافق كل ذلك مع الضغوط التي ستُفرض على المدرب الارجنتيني جراء الهدف الأول الذي سيضعه النادي الفرنسي لمجرد التوقيع معه وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا.

من الواضح ان انتقال ميسي الى باريس سان جيرمان ستعزز كثيرا من تفوق النادي الفرنسي، لكنها في المقابل ستكون "مغامرة" فيما لو فشل الثنائي نيمار وليو في تحقيق الطموحات، وعندها سيكون من الصعب على فريق العاصمة النهوض بسرعة من تلك الكبوة.