جاءت إقالة ​توماس توخيل​ من تدريب فريق ​باريس سان جيرمان​ الفرنسي لتؤكد حقيقة واحدة وراسخة ربما عبّر عنها الألماني في تصريحاته الصحفية، وهي التي تظهر حجم الهوة الكبيرة بين العمل الذي قام به منذ توليه تدريب الفريق الباريسي، ونظرة ادارة الفريق الى الطموحات الكبيرة التي وضعتها نصب أعينها.

واذا كان المدرب الألماني قد حقق كل البطولات المحلية لباريس سان جيرمان وقاده الى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي قبل ان يخسر أمام بايرن ميونيخ الألماني، فإن كل تلك الإنجازات التي حققها توخيل والتي اعتبرها عظيمة من وجهة نظره وابدى امتعاضه لعدم تقديرها من جانب ادارة ناصر الخليفي، لم تسمن ولم تغنِ من جوع بالنسبة للأخير، لأن لقب دوري أبطال أوروبا كان ولا يزال هو الهدف الأول بالنسبة للمالك القطري.

حين جاء توخيل الى باريس سان جيرمان قادماً من بوروسيا دورتموند، ظن ان إدارة فريق مدجج بالنجوم ربما تنجح على "الطريقة الألمانية"، وان الإنجازات المحلية ستلقى تقديراً من ادارة فريق لطالما تعودت على تلك الألقاب في السنوات الأخيرة، كما ان فوزه بلقب واحد مع دورتموند قد لا يكون على نفس الأهمية لما حققه مع باريس سان جيرمان، لذلك فإن كلمة عدم التقدير ربما تصلح في قاموس توخيل، لكنها بالتأكيد غير موجودة في قاموس ادارة الفريق الفرنسي الطامحة للزعامة الأوروبية.

في المقابل فإن تصريحات توخيل قد لا تكون القشة التي قصمت ظهر البعير، لان النتائج الحالية للفريق الفرنسي ربما تكون أصدق تعبير عن حالة عدم الرضى من العمل الذي يقوم به، خاصة مع تعرض الفريق لأربع هزائم في الدوري وضعته في المركز الثالث، وهو أمر غير معهود في السنوات الماضية، لاسيما على الصعيد المحلي حيث يعتبر باريس سان جيرمان القوة الاوحد.

اليوم بات توماس توخيل صفحة من الماضي، خاصة في ظل اقتراب الأرجنتيني ​ماوريسيو بوتشيتينو​ من تولي المهمة والتي يبدو انها لن تكون سهلة امام الهدف الذي وضعته ادارة الفريق، ومع احتمال الدخول في سباق لضم الارجنتيني ليونيل ميسي من برشلونة، الأمر الذي يعني ان عنوان المرحلة المقبلة لأي مدرب جديد سيكون "الفشل ممنوع".

ربما لن يجد المدرب المقبل لباريس سان جيرمان اي صعوبة في بسط السيطرة على البطولات المحلية، لكن تبقى العقبة الأهم وهي دوري أبطال أوروبا، لذلك فإن من الصعب على خليفة توخيل ان يتقع مصيراً مغايراً إن لم ينجح في كسر "العقدة" والصعود الى منصة التتويج الأوروبية.

من الواضح ان باريس سان جيرمان سيمر بأزمة خلال الفترة المقبلة، خاصة وانه سيُنظر لبوتشيتينو او لغيره على انه قادر على تحقيق ما عجز عنه اسلافه، مع العلم ان ما انفقته الإدارة على عملية بناء الفريق الباريسي لا يقارن بأي فريق آخر، من هنا فإن الضغوط ستكون في مقدمة عمل اي مدرب مقبل، ما لم ينجح في منح الجماهير والادارة "عربون" التأهل الى الادوار الحاسمة في دوري أبطال أوروبا رغم صعوبة المهمة حيث سيواجه باريس سان جيرمان فريق برشلونة في دور الستة عشر.