بعد أن كانت فترة سنوية ينتظرها عشاق اللعبة في إنكلترا للاحتفال ب​كرة القدم​ مع العائلة والأصدقاء بين عيدي الميلاد ورأس السنة، خسر ما يعرف بـ"​بوكسينغ داي​" العنصر الأهم فيه نتيجة خوض المباريات خلف أبواب موصدة بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.

في الوقت الذي تخلد الاندية الاوروبية الى الراحة وتستمتع بعطلة عيد الميلاد، تسرع إنكلترا من وتيرة مبارياتها بإقامة 20 لقاء هذا العام بين 26 و30 كانون الأول/ديسمبر، جميعها منقولة مباشرة على الهواء.

يوم عطلة منذ عام 1871 في المملكة المتحدة، "يوم الصناديق" استلهم من الوقت الذي كان فيه أصحاب المنازل يعطون الخدم صناديق تحتوي نقودا وهدايا وأحيانا طعاما لأخذها لأسرهم غداة عيد الميلاد.

ومنذ ذلك الحين، يكرس "بوكسينغ داي" للرياضة: لعبة ​الكريكيت​ و​سباق الخيل​، و​الرغبي​، وبالطبع لكرة القدم.

تشكل هذه الفترة التقليدية من العام مفترق طرق بالنسبة للصراع على اللقب حيث تؤكد الطموحات أو تتبخر، لكن في 2020 سيكون التنافس على أرضية الملعب من دون التشجيع الصاخب للجماهير الشغوفة.

عاد "كوفيد-19" ليطارد الدوري الممتاز مثل أشباح عيد الميلاد في رواية المؤلف الإنكليزي ​تشارلز ديكنز​.

أملت الأندية الإنكليزية أن تكون قد تركت وراءها أسوأ مراحل هذه الفترة الصعبة للغاية، وكانت سعيدة بعودة قسم محدود من الجمهور الى الملاعب مطلع كانون الأول/ديسمبر، باستثناء المدن القليلة الخاضعة لقواعد المستوى الثالث والأخير من حالة التأهب الصحي.

لكن لسوء الحظ، وجدت الحكومة نفسها مضطرة في نهاية الأسبوع الماضي أن تخلق مستوى رابعا من التأهب يطال بشكل خاص العاصمة لندن وأنديتها الستة: ​تشيلسي​، ​توتنهام​، وست هام، كريستال بالاس، ​أرسنال​، فولهام.

وتقضي شروط المستوى الرابع من التأهب ليس اللعب خلف أبواب موصدة وحسب، بل تفرض أيضا قيودا تتعلق بالتنقل بين المدن.

ووسعت الحكومة الأربعاء منطقة التأهب القصوى هذه الى درجة أنه، اعتبارا من 26 كانون الأول/ديسمبر، لن يفلت منها سوى ليفربول حامل اللقب والمتصدر وجاره اللدود وإيفرتون.

تُستثنى الرياضة الاحترافية من هذه القيود، لكن الخوف كبير من أن تكاثر الحالات قد يطال في نهاية المطاف اللاعبين وطواقم الأندية.

وقال الدكتور جون أشتون، المسؤول الصحي السابق في شمال شرق إنكلترا، لصحيفة "دايلي تلغراف" مؤخرا إن تأجيل المباريات أمر "مرجح".

وكان محقا لأنه تم إرجاء العديد من مباريات كأس أوروبا للركبي في نهاية هذا الأسبوع، وألغيت المباراة المنتظرة ليوم "بوكسينغ داي" في فئة الركبي 15 بين نيوكاسل وليستر لأنه لا مكان في الروزنامة لإعادة جدولتها.

- توقف كرة القدم الآن "هراء" -

في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم وحتى الآن، تم تأجيل مباراة واحدة لهذا الموسم بين نيوكاسل وأستون فيلا ضمن المرحلة الحادية عشرة في أوائل كانون الأول/ديسمبر بسبب الإصابات بالفيروس في صفوف نيوكاسل.

لكن في حال حصول السيناريو الأسوأ، لاسيما إذا كان الأمر يعني بعض الأندية السبعة المشاركة في المسابقتين الأوروبيتين، فإن إعادة جدولة المباريات في حال إرجائها ستتحول الى معضلة يصعب حلها في ظل الروزنامة المزدحمة.

وتأهلت ثلاثة أندية إنكليزية الى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا الذي تقام مبارياته في شباط/فبراير وآذار/مارس، وهي ليفربول ومانشستر سيتي وتشيلسي، بينما تأهلت أربعة أندية الى الدور الثاني لمسابقة "يوروبا ليغ" الذي يقام في شباط/فبراير، وهي مانشستر يونايتد وتوتنهام وأرسنال وليستر سيتي.

ولا تزال كرة القدم الإنكليزية تعاني من صدمة التعليق الذي فرضه "كوفيد-19" لأشهر عدة الربيع الماضي، وعواقبه الاقتصادية الكارثية، وتريد بأي ثمن تجنب اختبار سيناريو مماثل.

وقال لاعب وسط مانشستر يونايتد السابق غاري نيفل لشبكة "سكاي سبورتس" المحلية "سيكون من الهراء أن نقترح الآن توقف كرة القدم. عدد من اللاعبين أصيبوا به (كوفيد-19) ، لكن كرة القدم يجب أن تستمر. نرى أن ورش البناء، والمصانع (وبعض) المتاجر لا تزال مفتوحة".

الاختبارات الأسبوعية في الدوري الممتاز تبث الطمأنينة، إذ ظهرت سبع حالات إيجابية فقط من بين 1569 لاعبا أو موظفا خضعوا للاختبار في الفترة بين 14 و10 كانون الأول/ديسمبر.

لكن بالنسبة للفرق في المنطقة الصحية المصنفة في "المستوى 4"، حيث يكون خطر العدوى أعلى، وستكون الاختبارات الآن إلزامية مرتين في الأسبوع وسيتم متابعة نتائجها بقلق كبير من قبل جميع العاملين في كرة القدم الإنكليزية.