لا تبدو في الأفق حتى الأن أي ملامح إيجابية على تحسن الأوضاع في نادي برشلونة منذ تولي الهولندي ​رونالد كومان​ مسؤولية تدريب الفريق الكتالوني بداية هذا الموسم، خاصة في ظل النتائج المتأرجحة التي يحققها في ​الدوري الإسباني لكرة القدم​ والتي كان آخرها التعادل مع ​فالنسيا​ بهدفين لمثلهما.

من الواضح ان ابتعاد برشلونة بفارق ثماني نقاط عن المتصدر ​اتلتيكو مدريد​ هو أمر غير عادي، خاصة وان هذا الفارق مرشح للتوسع ليصبح 14 نقطة في حال فاز فريق المدرب دييغو سيموني بمباراتيه المؤجلتين، مما يعني ان البارسا سيدخل العطلة الشتوية في أسوأ وضع فني منذ فترة طويلة من الزمن، قد لا يكون من السهولة تجاوزها إذا ما استمرت الأوضاع على حالها في العام المقبل.

ومنذ تولي المدرب كومان مسؤولية تدريب الفريق، رفع الهولندي شعار الإنقاذ، بعد فترة سيئة عاشها الفريق ابان تولي كيكي سيتين تدريب برشلونة، لكن هذا الإنقاذ لم يجد طريقه حتى الآن الى قلوب وعقول مشجعي الفريق والذين لم يحصدوا حتى الآن سوى المزيد من التدهور في النتائج على أرض الملعب، والكثير من التوتر داخل غرفة الملابس انعكس بشكل واضح وملحوظ على علاقة اللاعبين فيما بينهم أثناء المباريات.

كما ان خسارة الفريق لـ18 نقطة في 13 مباراة فقط في الدوري، هو أمر غير معهود على الأقل خلال العقد الأخير والذي كان حافلاً بالانجازات المحلية والقارية، لذلك فإن تعرض برشلونة لأربع هزائم حتى الآن في الليغا هو أمر يتخطى مفهوم الإنقاذ او البناء، ليصل الى ضرورة الإسراع في اتخاذ قرارات جذرية قد لا تجد طريقها في الفترة المقبلة بسبب الضائقة المالية التي تعاني منها خزائن النادي، والتي تسببت بديون كبيرة تمنعه من المغامرة كثيرا في سوق الانتقالات الشتوية.

كل ذلك يأتي مرافقاً للكارثة التي تنتظر برشلونة مع اقتراب نجم الفريق ليونيل ميسي من دخول الفترة الحرة بداية العام الجديد والتي تخوله التوقيع لأي ناد من أجل الرحيل مجاناً في الصيف المقبل مع انتهاء عقده في الكامب نو، مما يعني ان الادارة الجديدة ستكون أمام ثلاثة خيارات مرّة، الأول بإقناع الارجنتيني بالبقاء مقابل عقد جديد سيكلف النادي كثيراً، او بيعه في فترة الانتقالات الشتوية مقابل مبلغ قد لا يتجاوز 50 مليون يورو، فيما يكمن الحل الأخير بالاحتفاظ به حتى نهاية الموسم وتركه يرحل بالمجان.

من الواضح ان الاوضاع التي يعيشها برشلونة ستعجّل من دون أدنى شك برحيل ليونيل ميسي، بعدما بات بقاءه في الكامب نو صعباً للغاية، في ظل حالة التوتر التي يعيشها مع المدرب كومان والتي انعكست على ادائه على أرض الملعب، حيث بدا الارجنتيني في أكثر من مباراة ممتعضاً وغير مبالياً لما يحدث حوله على المستطيل الأخضر.

ربما تشكّل الأوضاع الحالية في برشلونة عاملاً مساعداً من أجل رحيل ليونيل ميسي سواء خلال الفترة الشتوية او نهاية الموسم الحالي، وهذا بحد ذاته وإن كان مؤلماً لعشاق الفريق الكاتالوني، إلا انه سيخلّص ميسي من الضغوط الجماهيرية عليه من أجل البقاء، وعندها ستكون نتائج الفريق والاوضاع داخله، الحُجّة التي سيستند عليها قبل الخروج وإعلان "الطلاق" النهائي مع برشلونة.