منذ أن عادت الحياة إلى الملاعب في الأشهر الماضية، بعد فترة التوّقف بسبب إنتشار فيروس كورونا، لم نعتد أن نرى رياضيّين يضعون الكمامة خلال ممارسة لعبتهم، لكن الهندوراسي ​جيري ريكاردو بينغسون​ لاعب فريق أس دي أولمبيا كسر هذه القاعدة، وبات أول لاعب كرة القدم يخوض المباريات وهو يضع كمامة أو قناع على وجهه، للوقاية من عدوى كورونا.

فهل هذا التصّرف من قبل بينغسون يحميه فعلا من فيروس كورونا؟ وهل يجوز طبيا للرياضيين أن يضعوا الكمامات خلال ممارسة اللعبة؟.

صحيفة "السبورت" الإلكترونية تواصلت مع ​الدكتورة ندى شمس الدين​، المختصة بالأمراض الجرثوميّة، والتي شدّدت على أن إرتداء الكمامة خلال ممارسة الرياضة، لا سيّما لعبة كرة القدم، لها أضرار جسيمة، كما أنها لا تحمي من فيروس كورونا.

وأوضحت شمس الدين في حوارها: "وضع الكمامة خلال ممارسة كرة القدم ليس له أي فائدة وهو تصّرف غير صحّي، اللاعب يحتاج إلى الأوكسيجين بإستمرار خلال خوضه المباريات بُحكم أن هذه اللعبة فيها الكثير من الجهد، وعندما يقوم بوضع الكمامة فهذا الأمر يصعّب من عملية إخراج الـCO2 (ثاني أوكسيد الكربون) من الجسد، ما يؤدي إلى هبوط في ضغط الدّم، وتراجع في القدرة الذهبية لدى الرياضي".
وتابعت: "الكمامة بالمجمل كي تحمي من الكورونا يجب أن لا تكون مبلّلة، وعندما يمارس اللاعب أي نشاط رياضيّ كان، سيؤدي ذلك إلى التعرق وبالتالي ينتهي دور الكمامة هنا في الحماية من العدوى".

ولفتت الدكتورة شمس الدين، إلى ان نسبة نقل العدوى بين اللاعبين خلال خوض مباريات كرة القدم، في حال كان احدهم يحمل الفيروس، ضئيلة جدا.

وأوضحت: "المسافة بين اللاعبين خلال المباريات تكون قليلة، ناهيك عن ان المباريات تقام في ملاعب مفتوحة بالهواء الطلق وبالتالي نسبة انتقال العدوى تبدو ضئيلة جدا داخل الملعب".

جدير بالذكر، أن احدى مباريات كرة القدم في ايطاليا، جمعت بين فريقي جنوى ونابولي مؤخرا، تبيّن بعدها ب24 ساعة ان اكثر من نصف لاعبي جنوى كانوا مصابين بالكورونا، لكن كان لافتا ان نابولي لم يسجل سوى اصابتين بصفوفه بعد عدة ايام من المباراة.